الآي اعتراض. (١)
[٥٠] (قَدْ قالَهَا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَما أَغْنى عَنْهُمْ ما كانُوا يَكْسِبُونَ (٥٠))
(قَدْ قالَهَا) ؛ أي : هذه الكلمة وهذه المقالة (الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ) مثل قارون حيث قال : (إِنَّما أُوتِيتُهُ عَلى عِلْمٍ عِنْدِي). (فَما أَغْنى عَنْهُمْ) ؛ أي : فلم ينفعهم ما كانوا يجمعونه من الأموال بل صارت وبالا عليهم. (٢)
[٥١] (فَأَصابَهُمْ سَيِّئاتُ ما كَسَبُوا وَالَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْ هؤُلاءِ سَيُصِيبُهُمْ سَيِّئاتُ ما كَسَبُوا وَما هُمْ بِمُعْجِزِينَ (٥١))
(فَأَصابَهُمْ سَيِّئاتُ) ؛ أي : أصابهم سيّئاتهم. (مِنْ هؤُلاءِ) ؛ أي : من كفّار قومك يا محمّد صلىاللهعليهوآله (سَيُصِيبُهُمْ سَيِّئاتُ ما كَسَبُوا) أيضا. (وَما هُمْ بِمُعْجِزِينَ) ؛ أي : لا يفوتون الله. أو : لا يعجزون الله بالخروج من قدرته. (٣)
[٥٢] (أَوَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (٥٢))
(وَيَقْدِرُ) ؛ أي : يضيّق على من يشاء بحسب ما يعلم من المصلحة. (٤)
[٥٣] (قُلْ يا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (٥٣))
(أَسْرَفُوا) ؛ أي : أفرطوا في الجناية عليها بالإسراف في المعاصي. وإضافة العباد تخصّصه بالمؤمنين على ما هو عرف القرآن. (لا تَقْنَطُوا) ؛ أي : لا تيأسوا من مغفرته أوّلا وتفضّله ثانيا. (يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً) عفوا ولو بعد بعد. وتقييده بالتوبة خلاف الظاهر. ويدلّ على
__________________
(١) الكشّاف ٤ / ١٣٣ ـ ١٣٤.
(٢) مجمع البيان ٨ / ٧٨٣ ـ ٧٨٤.
(٣) مجمع البيان ٨ / ٧٨٤.
(٤) مجمع البيان ٨ / ٧٨٤.