[٤٦] (قُلِ اللهُمَّ فاطِرَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ عالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبادِكَ فِي ما كانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (٤٦))
(فاطِرَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) ؛ أي : خالقهما ومنشئهما. (عالِمَ الْغَيْبِ) ؛ أي : ما غاب علمه عن جميع الخلق وعالم ما شهدوه وعلموه. (يَخْتَلِفُونَ). أي في دار الدنيا من أمر دينهم ودنياهم. وفيه بشارة للمؤمنين بالظفر والنصر. لأنّه سبحانه إنّما أمره [به] للإجابة لا محالة. (١)
(قُلِ اللهُمَّ) ؛ أي : التجىء إلى الله بالدعاء لمّا تحيّرت في أمرهم وعجزت في عنادهم. فإنّه القادر العالم. (أَنْتَ تَحْكُمُ) : فأنت وحدك تقدر أن تحكم بيني وبينهم. (٢)
(قُلِ اللهُمَّ). وعن الربيع بن خيثم (٣) ـ وكان قليل الكلام ـ أنّه أخبر بقتل الحسين ـ رضي الله عنه وسخط على قاتله ـ وقالوا : الآن يتكلّم. فما زاد على أن قال : آه! أو قد فعلوا؟ وقرأ هذه الآية : (قُلِ اللهُمَّ فاطِرَ) ـ الآية. ثمّ قال : قتل من كان رسول الله صلىاللهعليهوآله يجلسه في حجره ويضع فاه على فيه. (٤)
[٤٧ ـ ٤٨] (وَلَوْ أَنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً وَمِثْلَهُ مَعَهُ لافْتَدَوْا بِهِ مِنْ سُوءِ الْعَذابِ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَبَدا لَهُمْ مِنَ اللهِ ما لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ (٤٧) وَبَدا لَهُمْ سَيِّئاتُ ما كَسَبُوا وَحاقَ بِهِمْ ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ (٤٨))
(ما لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ) ؛ أي : ما لم يكونوا ينظرونه واصلا إليهم ولم يكن في حسابهم. وقيل : إنّهم ظنّوا أعمالهم حسنات فبدت لهم (سَيِّئاتُ ما كَسَبُوا) ؛ أي : جزاء سيّئات أعمالهم. (وَحاقَ بِهِمْ) ؛ أي : نزل بهم (ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ) وهو كلّ ما ينذرهم النبيّ صلىاللهعليهوآله ممّا كانوا ينكرونه ويكذّبون به. (٥)
__________________
(١) مجمع البيان ٨ / ٧٨٣.
(٢) تفسير البيضاويّ ٢ / ٣٢٧.
(٣) المصدر : خثيم.
(٤) الكشّاف ٤ / ١٣٢.
(٥) مجمع البيان ٨ / ٧٨٣.