[٤٤] (قُلْ لِلَّهِ الشَّفاعَةُ جَمِيعاً لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (٤٤))
(لِلَّهِ الشَّفاعَةُ جَمِيعاً) ؛ أي : لا يملك أحد الشفاعة إلّا بتمليكه. كما قال : (مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ)(١). (٢)
(قُلْ لِلَّهِ الشَّفاعَةُ جَمِيعاً) ؛ أي : هو مالكها. فلا يستطيع أحد شفاعة إلّا بشرطين ؛ أن يكون المشفوع له مرتضى ، وأن يكون الشفيع مأذونا له. وهاهنا الشرطان مفقودان. (لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ). تقرير لقوله : (لِلَّهِ الشَّفاعَةُ جَمِيعاً). لأنّه إذا كان له الملك كلّه والشفاعة من الملك ، كان مالكا لها. (ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) يوم القيامة فلا يكون الملك في ذلك اليوم إلّا له. فله ملك الدنيا والآخرة. (٣)
[٤٥] (وَإِذا ذُكِرَ اللهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَإِذا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ إِذا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ (٤٥))
(وَإِذا ذُكِرَ اللهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ) ـ الآية. فإنّها نزلت في فلان وفلان وفلان. (٤)
عن أبي عبد الله عليهالسلام (إِذا ذُكِرَ اللهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ) قال : إذا ذكر الله وحده بطاعة من أمر الله بطاعته من آل محمّد ، اشمأزّت قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة. وإذا ذكر الذين لم يأمر الله بطاعتهم ، إذا هم يستبشرون. (٥)
(اشْمَأَزَّتْ) ؛ أي : نفرت واستكبرت. (مِنْ دُونِهِ) من الأصنام التي عبدوها من دونه. (يَسْتَبْشِرُونَ) : يفرحون ويسرّون حتّى يظهر السرور في وجوههم. (٦)
(وَحْدَهُ) ؛ أي : إذا أفرد الله بالذكر ولم يذكر معه آلهتهم ، نفروا وانقبضوا. (يَسْتَبْشِرُونَ) لفرط افتتانهم بها ونسيانهم حقّ الله. (٧)
__________________
(١) البقرة (٢) / ٢٥٥.
(٢) مجمع البيان ٨ / ٧٨١ ـ ٧٨٢.
(٣) الكشّاف ٤ / ١٣١ ـ ١٣٢.
(٤) تفسير القمّيّ ٢ / ٢٥٠.
(٥) الكافي ٨ / ٣٠٤ ، ح ٤٧١.
(٦) مجمع البيان ٨ / ٧٨٢.
(٧) الكشّاف ٤ / ١٣٢.