يَعْمَلُونَ (٣٥))
(أَسْوَأَ الَّذِي عَمِلُوا) وغير الأسوء بالطريق الأولى. ويجوز أن يكون بمعنى السيّىء كأعد لا بني مروان. (بِأَحْسَنِ الَّذِي كانُوا يَعْمَلُونَ) ؛ أي : بعدل (١) محاسن أعمالهم بأحسنها في زيادة الأجر وعظمه لفرط إخلاصهم فيها. (٢)
(أَسْوَأَ الَّذِي عَمِلُوا) ؛ أي : أسقط عنهم عقاب الشرك والمعاصي التي فعلوها قبل ذلك بإيمانهم ورجوعهم إلى الله. (أَجْرَهُمْ) ؛ أي : ثوابهم. (بِأَحْسَنِ الَّذِي كانُوا يَعْمَلُونَ) ؛ أي : بالفرائض والنوافل ، وهي أحسن أعمالهم. لأنّ المباح وإن كان حسنا فلا يستحقّ به ثواب ولا مدح. (٣)
[٣٦ ـ ٣٧] (أَلَيْسَ اللهُ بِكافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللهُ فَما لَهُ مِنْ هادٍ (٣٦) وَمَنْ يَهْدِ اللهُ فَما لَهُ مِنْ مُضِلٍّ أَلَيْسَ اللهُ بِعَزِيزٍ ذِي انْتِقامٍ (٣٧))
أهل الكوفة غير عاصم وأبو جعفر : بكاف عباده على الجمع. من قرأ : (عَبْدَهُ) فكان المعنى : أليس الله بكافيك؟ وهم يخوّفونك. ومن قرأ : «عباده» فالمعنى : أليس الله بكاف عباده الأنبياء؟ كفى نوحا الغرق ، وإبراهيم النار. فهو سبحانه كافيك كما كفى الأنبياء قبلك. استفهام يراد به التقرير. يعني به محمّدا يكفيه عداوة من يعاديه. (وَيُخَوِّفُونَكَ) يا محمّد. كانت الكفّار يخوّفونه بالأوثان التي كانت يعبدونها. وقيل : إنّه لمّا قصد خالد لكسر العزّى بأمر النبيّ ، قالوا : إيّاك يا خالد. فبأسها شديد. فضرب خالد أنفها بالفأس فهشمها وقال : يا عزّى ، كفرانك لا سبحانك. إنّي رأيت الله قد أهانك. (وَمَنْ يُضْلِلِ اللهُ) ؛ أي : من أضلّه الله عن طريق الجنّة بمعاصيه ، فليس له هاد يهديه إليها. أو : من يحرمه الله من زيادات الهدى ، فليس له زائد. ومن يهديه إلى طريق الجنّة ، فلا أحد يضلّه عنها. وقيل : من بلغ استحقاق
__________________
(١) كذا في النسخة. وفي المصدر : «فتعدّ لهم» بدل «أي بعدل».
(٢) تفسير البيضاويّ ٢ / ٣٢٥.
(٣) مجمع البيان ٨ / ٧٧٧.