لِلْكافِرِينَ (٣٢))
ثمّ ذكر أعداء آل محمّد ومن كذب على الله وعلى رسوله وادّعى ما لم يكن له ، فقال جلّ ذكره : (فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَبَ عَلَى اللهِ وَكَذَّبَ بِالصِّدْقِ إِذْ جاءَهُ) ؛ يعني : بما جاء به رسول الله من الحقّ وولاية أمير المؤمنين. (١)
(كَذَّبَ بِالصِّدْقِ إِذْ جاءَهُ) من غير توقّف وتفكّر في أمره. (مَثْوىً لِلْكافِرِينَ). وذلك يكفيهم مجازاة لأعمالهم. (٢)
(مِمَّنْ كَذَبَ عَلَى اللهِ) بأن ادّعى له ولدا وشريكا. (بِالصِّدْقِ) ؛ أي : بالتوحيد والقرآن. ثمّ هدّد الله من هذه صورته فقال : (أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوىً لِلْكافِرِينَ) ؛ أي : مقام للجاحدين؟ وهو استفهام يراد به التقرير. (٣)
[٣٣] (وَالَّذِي جاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ (٣٣))
(جاءَ بِالصِّدْقِ). وهو القرآن جاء به جبرئيل. (وَصَدَّقَ بِهِ) محمّد ؛ تلقّاه بالقبول. وقيل : الذي جاء بالصدق ، وهو قول (لا إِلهَ إِلَّا اللهُ) [هو] محمّد رسول الله ، وصدّق به هو أيضا وبلّغه إلى الخلق. وقيل : الذي جاء بالصدق محمّد صلىاللهعليهوآله وصدّق به أمير المؤمنين. وهو المرويّ عن الأئمّة عليهمالسلام. (٤)
ثمّ ذكر رسول الله وأمير المؤمنين عليهماالسلام فقال : (وَالَّذِي جاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ). يعني أمير المؤمنين. (٥)
[٣٤] (لَهُمْ ما يَشاؤُنَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذلِكَ جَزاءُ الْمُحْسِنِينَ (٣٤))
[٣٥] (لِيُكَفِّرَ اللهُ عَنْهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي عَمِلُوا وَيَجْزِيَهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ الَّذِي كانُوا
__________________
(١) تفسير القمّيّ ٢ / ٢٤٩.
(٢) تفسير البيضاويّ ٢ / ٣٢٥.
(٣) مجمع البيان ٨ / ٧٧٦ ـ ٧٧٧.
(٤) مجمع البيان ٨ / ٧٧٧.
(٥) تفسير القمّيّ ٢ / ٢٤٩.