عن أمير المؤمنين عليهالسلام : ألا وإنّي مخصوص في القرآن بأسماء. واحذروا أن تغلبوا عليها فتضلّوا في دينكم. أنا السلم لرسول الله. يقول الله : (وَرَجُلاً سَلَماً لِرَجُلٍ). (١)
[٣٠] (إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ (٣٠))
ثمّ بيّن سبحانه المقام الذي يتبيّن فيه المحقّ من المبطل فقال : (إِنَّكَ مَيِّتٌ) ؛ أي : عاقبتك الموت وعاقبة هؤلاء كذلك. (٢)
ثمّ عزّى نبيّه فقال : (إِنَّكَ مَيِّتٌ) إلى : (تَخْتَصِمُونَ). يعني أمير المؤمنين [و] من غصب حقّه. (٣)
[٣١] (ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ (٣١))
(تَخْتَصِمُونَ) فتحتجّ عليهم بأنّك كنت على الحقّ في التوحيد وكانوا هم على الباطل في التشريك ، واجتهدت في الإرشاد والتبليغ ولجّوا في التكذيب والعناد ، ويعتذرون بالأباطيل مثل : أطعنا سادتنا وكبراءنا ، ووجدنا آباءنا. وقيل : المراد به الاختصام العامّ يخاصم الناس بعضهم بعضا فيما دار بينهم في الدنيا. (٤)
(تَخْتَصِمُونَ). قال ابن عمر : كنّا نرى أنّ هذه الآية فينا وفي أهل الكتابين وقلنا : كيف نختصم نحن ونبيّنا واحد؟ حتّى رأيت بعضنا يضرب وجوه بعض بالسيف فعلمت أنّها فينا نزلت. وقال أبو سعيد الخدريّ في هذه الآية : كنّا نقول : ربّنا واحد. ونبيّنا واحد. فما هذه الخصومة؟ فلمّا كان يوم صفّين وشدّ بعضنا على بعض بالسيوف قلنا : نعم ؛ هذا هو. وقال ابن عبّاس : يكون الاختصام بين المهتدين والضالّين والصادقين والكاذبين. (٥)
[٣٢] (فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَبَ عَلَى اللهِ وَكَذَّبَ بِالصِّدْقِ إِذْ جاءَهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوىً
__________________
(١) معاني الأخبار / ٥٩ ـ ٦٠ ، ح ٢.
(٢) مجمع البيان ٨ / ٧٧٦.
(٣) تفسير القمّيّ ٢ / ٢٤٩.
(٤) تفسير البيضاويّ ٢ / ٣٢٥.
(٥) مجمع البيان ٨ / ٧٧٦.