على من يشاء من عباده لا مانع له. فإنّه العزيز ؛ فإنّه العزيز ؛ أي : الغالب. (١)
[١٠] (أَمْ لَهُمْ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما فَلْيَرْتَقُوا فِي الْأَسْبابِ (١٠))
(أَمْ لَهُمْ مُلْكُ السَّماواتِ) فيتهيّأ لهم أن يمنعوا الله من مراده؟ (٢)
(أَمْ لَهُمْ مُلْكُ السَّماواتِ). كأنّه لمّا أنكر عليهم التصرّف في نبوّته بأن ليس عندهم خزائن رحمته التي لا نهاية لها ، أردف ذلك بأنّه ليس لهم مدخل في أمر هذا العالم الجسمانيّ الذي هو جزء يسير [من خزائنه] فمن أين لهم أن يتصرّفوا فيها. (٣)
(فَلْيَرْتَقُوا). ثمّ قصد بهم غاية التهكّم فقال : فإن كانوا يصلحون لتدبير الخلائق والتصرّف في قسمة الرحمن وكانت عندهم الحكمة التي يميّزون بها بين من هو حقيق بالنبوّة وغيره ، فليصعدوا في المعارج والطرق التي يتوصّل بها إلى العرش حتّى يستووا عليه ويدبّروا أمر العالم وينزلوا الوحي إلى من يختارون. ثمّ خسأهم عن ذلك بقوله : (جُنْدٌ ما هُنالِكَ). (٤)
[١١] (جُنْدٌ ما هُنالِكَ مَهْزُومٌ مِنَ الْأَحْزابِ (١١))
(ما) زائدة. أخبره الله سبحانه ـ وهو بمكّة ـ أنّه سيهزم جند المشركين ، فجاء تأويلها يوم بدر. و (هُنالِكَ) إشارة إلى بدر ومصارعهم بها. أي : هؤلاء الذين يقولون هذا القول ، جند مغلوبون من جملة الكفّار الذين تحزّبوا على الأنبياء ، وأنت منصور عليهم ، فلا تكترث بأقوالهم. وقيل : هم أهل الخندق. يعني : [كيف] يرتقون السماء وهم فرق من قبائل شتّى مهزومون؟ (٥)
[١٢] (كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعادٌ وَفِرْعَوْنُ ذُو الْأَوْتادِ (١٢))
__________________
(١) تفسير البيضاويّ ٢ / ٣٠٨.
(٢) مجمع البيان ٨ / ٧٢٨.
(٣) تفسير البيضاويّ ٢ / ٣٠٨.
(٤) الكشّاف ٤ / ٧٤.
(٥) مجمع البيان ٨ / ٧٢٩ ، وتفسير البيضاويّ ٢ / ٣٠٨.