[لشيء] يطلب ليؤخذ منكم. (١)
(يُرادُ) ؛ أي : إنّ هذا الأمر يراد بنا من زوال نعمة أو نزول شدّة. لأنّهم كانوا يعتقدون في الأصنام أنّهم لو تركوا عبادتها ، أصابهم القحط والشدّة. (٢)
[٧] (ما سَمِعْنا بِهذا فِي الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ إِنْ هذا إِلاَّ اخْتِلاقٌ (٧))
(ما سَمِعْنا بِهذا) ؛ أي : بأن يكون هذا في آخر الزمان. (٣)
(ما سَمِعْنا بِهذا) الذي يقوله (فِي الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ) التي أدركنا عليها آباءنا ، أو في ملّة عيسى التي هي آخر الملل. فإنّ النصارى يثلّثون. (إِلَّا اخْتِلاقٌ) : كذب اختلقه. (٤)
[٨] (أَأُنْزِلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ مِنْ بَيْنِنا بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْ ذِكْرِي بَلْ لَمَّا يَذُوقُوا عَذابِ (٨))
(أَأُنْزِلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ). إنكار لاختصاصه بالوحي وهو مثلهم أو أدون منهم في الشرف والرئاسة : لقوله : (لَوْ لا نُزِّلَ هذَا الْقُرْآنُ عَلى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ). (٥) وأمثال ذلك دليل على أنّ مبدأ تكذيبهم لم يكن إلّا الحسد وقصور النظر على الحطام الدنيويّ. (مِنْ ذِكْرِي) ؛ أي : القرآن أو التوحيد ، لميلهم إلى التقليد وإعراضهم عن الدليل. بل لم يذوقوا عذابي بعد.
فإذا ذاقوا ، زال شكّهم. والمعنى أنّهم لا يصدّقون حتّى يمسّهم العذاب فيلجئهم إلى تصديقه. (٦)
[٩] (أَمْ عِنْدَهُمْ خَزائِنُ رَحْمَةِ رَبِّكَ الْعَزِيزِ الْوَهَّابِ (٩))
أي : بل أعندهم خزائن رحمته وفي تصرّفهم حتّى يصيبوا بها من شاؤوا ويصرفوا عمّن شاؤوا فيتخيّروا للنبوّة بعض صناديدهم؟ والمعنى أنّ النبوّة عطيّة من الله يتفضّل بها
__________________
(١) تفسير البيضاويّ ٢ / ٣٠٧.
(٢) مجمع البيان ٨ / ٧٢٧.
(٣) مجمع البيان ٨ / ٧٢٧ ـ ٧٢٨.
(٤) تفسير البيضاويّ ٢ / ٣٠٧.
(٥) الزخرف (٤٣) / ٣١.
(٦) تفسير البيضاويّ ٢ / ٣٠٨.