هو الخلاف والعداوة. (١)
[٣] (كَمْ أَهْلَكْنا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ فَنادَوْا وَلاتَ حِينَ مَناصٍ (٣))
(كَمْ أَهْلَكْنا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ) بتكذيبهم الرسل. (فَنادَوْا) عند وقوع الهلاك بالاستغاثة وليس الوقت وقت منجى ولا نداء ينجي. (٢)
(وَلاتَ). هي لا المشبّهة بليس زيدت عليه تاء التأنيث كما زيدت على ربّ وثمّ للتوكيد. وتغيّر بذلك حكمها حيث لم تدخل إلّا على الأحيان ولم يبرز إلّا [أحد مقتضيها] إمّا اسمها أو خبرها وامتنع بروزهما جميعا. وعند الأخفش أنّها لا النافية للجنس زيدت عليها التاء وخصّت بنفي الأحيان و (حِينَ مَناصٍ) منصوب بها. (٣)
[٤ ـ ٥] (وَعَجِبُوا أَنْ جاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ وَقالَ الْكافِرُونَ هذا ساحِرٌ كَذَّابٌ (٤) أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلهاً واحِداً إِنَّ هذا لَشَيْءٌ عُجابٌ (٥))
(هذا ساحِرٌ كَذَّابٌ) يزعم أنّه رسول الله. (أَجَعَلَ الْآلِهَةَ). استفهام إنكار وتعجّب من ذلك. (٤)
[٦] (وَانْطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلى آلِهَتِكُمْ إِنَّ هذا لَشَيْءٌ يُرادُ (٦))
(وَانْطَلَقَ الْمَلَأُ) ؛ أي : أشراف قريش من مجلس أبي طالب بعد ما بكّتهم رسول الله صلىاللهعليهوآله قائلين بعضهم لبعض : امشوا واثبتوا على عبادة آلهتكم فلا ينفعكم مكالمته. و (أَنِ) هي المفسّرة. لأنّ الانطلاق عن مجلس التقاول يشعر بالقول. (لَشَيْءٌ يُرادُ) : إنّ هذا الأمر لشيء من ريب الزمان يراد بنا فلا مردّ له. أو : إنّ هذا الذي يدّعيه من التوحيد ـ أو يقصده من الرئاسة والترفّع على العرب والعجم ـ لشيء يمني ويريده كلّ أحد. أو : إنّ دينكم
__________________
(١) مجمع البيان ٨ / ٧٢٦.
(٢) مجمع البيان ٨ / ٧٢٦.
(٣) الكشّاف ٣ / ٧١.
(٤) مجمع البيان ٨ / ٧٢٦.