هو ضالّ مثلكم. (١)
(إِلَّا مَنْ هُوَ صالِ الْجَحِيمِ) أي : لا يضلّون أحدا إلّا من سبق في علم الله أنّه يصلى الجحيم باختياره. (٢)
[١٦٤ ـ ١٦٦] (وَما مِنَّا إِلاَّ لَهُ مَقامٌ مَعْلُومٌ (١٦٤) وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ (١٦٥) وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ (١٦٦))
(وَما مِنَّا). هذا قول جبرئيل للنبيّ. أو هو قول الملائكة. أي : ما منّا معاشر الملائكة ملك إلّا له مقام معلوم في السموات يعبد الله فيه. وقيل : [معناه :] إنّه لا يتجاوز أمر ربّه وما رتّب له كما لا يتجاوز مقامه الذي حدّ له. فكيف يجوز أن يعبد من هو في هذه الصفة وهو عبد مربوب؟ (الصَّافُّونَ) حول العرش لانتظار الأمر والنهي. أو : القائمون صفوفا في الصلاة كصفوف أهل الدنيا في الأرض. أو : الصافّون بأجنحتهم في الهواء للعبادة والتسبيح. (الْمُسَبِّحُونَ) ؛ أي : المنزّهون الربّ عمّا لا يليق به. (٣) لعلّ الأوّل إشارة إلى درجاتهم في الطاعات وهذا في المعارف. (٤)
عن الصادق عليهالسلام : كنّا أنوارا صفوفا حول العرش نسبّح ، فسبّح أهل السماء بتسبيحنا ، إلى أن هبطنا إلى الأرض ، فسبّحنا فسبّح أهل الأرض بتسبيحنا. (وَإِنَّا لَنَحْنُ) ـ الآيتين. فمن وفى بذمّتنا ، فقد وفى بعهد الله. ومن خفر ذمّتنا ، فقد خفر ذمّة الله. (٥)
عن ابن عبّاس قال : كنّا عند رسول الله فأقبل عليّ بن أبي طالب. فقال له النبيّ : مرحبا بمن خلقه الله قبل آدم بأربعين ألف عام. خلق نورا فقسمه نصفين ، فخلقني من نصفه وخلق عليّا من النصف الآخر. ثمّ خلق الأشياء وكانت مظلمة فنوّرها من نوري ونور عليّ. ثمّ جعلنا عن يمين العرش ، فسبّحنا فسبّحت الملائكة وهلّلنا فهلّلت الملائكة وكبّرنا فكبّرت
__________________
(١) الكشّاف ٤ / ٦٥.
(٢) مجمع البيان ٨ / ٧٢٠.
(٣) مجمع البيان ٨ / ٧٢٠.
(٤) تفسير البيضاويّ ٢ / ٣٠٤.
(٥) تفسير القمّيّ ٢ / ٢٢٨.