الملائكة. وإنّ الله خلق الملائكة بأيديهم أباريق اللّجين مملوّة من ماء الحياة من الفردوس. فإذا أراد أحد الشيعة أن يواقع أهله ، جاء ملك من الملائكة الذين بأيديهم أباريق ماء الجنّة فيطرح من ذلك الماء في آنيته التي يشرب منها فيشرب من ذلك الماء فينبت الإيمان في قلبه كما ينبت الزرع. فهم على بيّنة من أئمّتهم عليهمالسلام. (١)
[١٦٧ ـ ١٦٩] (وَإِنْ كانُوا لَيَقُولُونَ (١٦٧) لَوْ أَنَّ عِنْدَنا ذِكْراً مِنَ الْأَوَّلِينَ (١٦٨) لَكُنَّا عِبادَ اللهِ الْمُخْلَصِينَ (١٦٩))
(وَإِنْ كانُوا لَيَقُولُونَ). فهم كفّار قريش. (فَكَفَرُوا بِهِ) حين جاءهم محمّد. فقال جبرئيل : يا محمّد (وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ). (٢)
(وَإِنْ كانُوا). إن هذه مخفّفة. أي : وإنّ مشركي قريش يقولون : لو أنّ عندنا كتابا من الكتب التي نزلت على المتقدّمين ، لأخلصنا العبادة لله ولم نكفر مثلهم. وقيل : (ذِكْراً) ؛ أي :
علما من الذين تقدّمونا وما فعل الله بهم أهم في الجنّة أم في النار ، لأخلصنا له العبادة.
فجعلوا العذر في امتناعهم من الإيمان عدم المعرفة بأخبار من تقدّمهم. (٣)
[١٧٠] (فَكَفَرُوا بِهِ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (١٧٠))
(فَكَفَرُوا بِهِ). أي لمّا جاءهم الذكر الذي هو أشرف الأذكار والمهيمن عليها. (فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ) عاقبة كفرهم. (٤)
[١٧١ ـ ١٧٣] (وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنا لِعِبادِنَا الْمُرْسَلِينَ (١٧١) إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ (١٧٢) وَإِنَّ جُنْدَنا لَهُمُ الْغالِبُونَ (١٧٣))
(وَلَقَدْ سَبَقَتْ). أقسم سبحانه بأنّه سبق الوعد منّا لعبادنا الذين بعثناهم إلى الخلق
__________________
(١) تأويل الآيات ٢ / ٥٠١ ـ ٥٠٢.
(٢) تفسير القمّيّ ٢ / ٢٢٧.
(٣) مجمع البيان ٨ / ٧٢٠ ، وتفسير البيضاويّ ٢ / ٣٠٤.
(٤) تفسير البيضاويّ ٢ / ٣٠٥.