(بِغُلامٍ) ؛ أي : بابن حليم لا يعجل بالعقوبة. (١)
[١٠٢] (فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قالَ يا بُنَيَّ إِنِّي أَرى فِي الْمَنامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ ما ذا تَرى قالَ يا أَبَتِ افْعَلْ ما تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شاءَ اللهُ مِنَ الصَّابِرِينَ (١٠٢))
(فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ) ؛ أي : شبّ وبلغ إلى أن يتصرّف ويعينه على أموره. وكان ابن ثلاث عشرة سنة. أو المراد بالسعي العمل لله والعبادة. (أَرى فِي الْمَنامِ) ؛ أي : أبصرت في المنام رؤيا تأويلها الأمر بذبحك. (ما ذا تَرى) : أيّ شيء ترى من الرأي؟ أهل الكوفة غير عاصم بضمّ التاء وكسر الراء. معناه : ماذا تشير به وتدعو إلى العمل بحسبه؟ (افْعَلْ ما تُؤْمَرُ). لأنّ منامات الأنبياء لا تكون إلّا صحيحة. (مِنَ الصَّابِرِينَ) على الشدائد في جنب الله. (٢)
[١٠٣] (فَلَمَّا أَسْلَما وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ (١٠٣))
(أَسْلَما) ؛ أي : استسلما لأمر الله ورضائه. (وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ) ؛ أي : أضجعه على جبينه. أو : وضع جبينه على الأرض ؛ لما روي أنّه قال : اذبحني وأنا ساجد لا تنظر إلى وجهي فأخشى أن ترحمني فلا تدبحني. (٣)
[١٠٤ ـ ١٠٥] (وَنادَيْناهُ أَنْ يا إِبْراهِيمُ (١٠٤) قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيا إِنَّا كَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (١٠٥))
(وَنادَيْناهُ أَنْ يا إِبْراهِيمُ). أي بهذا الضرب من القول. (قَدْ صَدَّقْتَ) ؛ أي : فعلت ما أمرت به في الرؤيا. (نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ) : كما جزيناه بالعفو عن ذبح ابنه ، نجزي من لزم طريقتها من الإحسان بالانقياد لأمر الله. اختلف العلماء في الذبيح. فقيل : إسحاق. وقيل : إسماعيل. و
__________________
(١) مجمع البيان ٨ / ٧٠٦.
(٢) مجمع البيان ٨ / ٧٠٥ ـ ٧٠٧.
(٣) مجمع البيان ٨ / ٧٠٧.