أضاف العمل إليهم بقوله : (تَعْمَلُونَ) ، فكيف يكون مضافا إلى الله تعالى؟ وهذا تناقض ولما لزمتهم الحجّة. (١)
[٩٧] (قالُوا ابْنُوا لَهُ بُنْياناً فَأَلْقُوهُ فِي الْجَحِيمِ (٩٧))
(قالُوا ابْنُوا لَهُ بُنْياناً). عن ابن عبّاس : بنوا حائطا من حجارة طوله في السماء ثلاثون ذراعا وعرضه عشرون ذراعا وملؤوه نارا وطرحوه فيها. وذلك قوله : (فَأَلْقُوهُ فِي الْجَحِيمِ). قال الزجّاج : كلّ نار بعضها فوق بعض فهي جحيم. وقيل : الجحيم النار العظيمة. (٢)
[٩٨] (فَأَرادُوا بِهِ كَيْداً فَجَعَلْناهُمُ الْأَسْفَلِينَ (٩٨))
(كَيْداً) ؛ أي : حيلة وتدبيرا في إهلاكه وإحراقه بالنار. (فَجَعَلْناهُمُ الْأَسْفَلِينَ) بأن أهلكناهم ونجّينا إبراهيم وسلّمناه وجعلنا كيدهم برهانا نيّرا على علوّ شأنه حيث جعلنا النار عليه بردا وسلاما. (٣)
[٩٩ ـ ١٠٠] (وَقالَ إِنِّي ذاهِبٌ إِلى رَبِّي سَيَهْدِينِ (٩٩) رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ (١٠٠))
(ذاهِبٌ إِلى رَبِّي) ؛ أي : أهجر ديار الكفّار وأذهب إلى حيث أمرني الله وهي أرض الشام. وقيل : ذاهب إلى مرضاة ربّي بعملي ونيّتي. (سَيَهْدِينِ) إلى المكان الذي أمرني بالمصير إليه ، أو إلى الجنّة بطاعتي إيّاه. وقد هاجر ومعه لوط وسارة إلى الشام. فلمّا قدم الأرض المقدّسة ، سأل ربّه الولد فقال : (رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ) ؛ أي : ولدا صالحا. (٤)
[١٠١] (فَبَشَّرْناهُ بِغُلامٍ حَلِيمٍ (١٠١))
__________________
(١) مجمع البيان ٨ / ٧٠٣ ـ ٧٠٤ ، وتفسير البيضاويّ ٢ / ٢٩٨.
(٢) مجمع البيان ٢ / ٧٠٤.
(٣) مجمع البيان ٨ / ٧٠٤ ، وتفسير البيضاويّ ٢ / ٢٩٨.
(٤) مجمع البيان ٨ / ٧٠٤.