[٩٠ ـ ٩٣] (فَتَوَلَّوْا عَنْهُ مُدْبِرِينَ (٩٠) فَراغَ إِلى آلِهَتِهِمْ فَقالَ أَلا تَأْكُلُونَ (٩١) ما لَكُمْ لا تَنْطِقُونَ (٩٢) فَراغَ عَلَيْهِمْ ضَرْباً بِالْيَمِينِ (٩٣))
(فَتَوَلَّوْا عَنْهُ) ؛ أي : خرجوا إلى عيدهم. (فَراغَ) ؛ أي : مال (إِلى آلِهَتِهِمْ فَقالَ أَلا تَأْكُلُونَ). خاطبها على وجه التهجين لعابديها. وكانوا صنعوا للأصنام طعاما تقرّبا إليها وتبرّكا بها. (فَراغَ عَلَيْهِمْ) ؛ أي : مال عليها يكسرها باليد اليمنى ، لأنّها أقوى على العمل. أو المراد باليمين القوّة. وقيل : بالقسم الذي سبق منه وهو قوله : (تَاللهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنامَكُمْ)(١). (٢)
[٩٤ ـ ٩٥] (فَأَقْبَلُوا إِلَيْهِ يَزِفُّونَ (٩٤) قالَ أَتَعْبُدُونَ ما تَنْحِتُونَ (٩٥))
(فَأَقْبَلُوا إِلَيْهِ) بعد الفراغ من عيدهم (يَزِفُّونَ) ؛ أي : يسرعون. أو : يزفّون زفيف النعام وهو حالة بين المشي والعدو. وحملوه إلى بيت أصنامهم وقالوا له : (أَأَنْتَ فَعَلْتَ هذا بِآلِهَتِنا)؟ (٣) فأجابهم على وجه الحجاج : (أَتَعْبُدُونَ ما تَنْحِتُونَ)؟ استفهام معناه الإنكار والتوبيخ. (٤)
(يَزِفُّونَ). حمزة على بناء المفعول من أزفّ. أي : يحملون على الزفيف. (٥)
[٩٦] (وَاللهُ خَلَقَكُمْ وَما تَعْمَلُونَ (٩٦))
(وَما تَعْمَلُونَ) ؛ أي : الذي تعملونه من الأصنام. فكيف تعبدون معمولكم؟ فإنّ جوهرها بخلقه ، وشكلها ، وإن كان بفعلهم ولذلك جعل من أعمالهم ، فبإقداره إيّاهم عليه وخلقه ما يتوقّف عليه فعلهم من الدواعي والعدد. ولو كان معناه : وخلق عبادتكم ، لكانت الآية إلى أن تكون عذرا لهم أقرب من أن يكون لوما وتهجينا ولكان لهم أن يقولوا : ولم توبّخنا على عبادتها والله تعالى هو الفاعل لذلك؟ فتكون الحجّة لهم لا عليهم. ولأنّه قد
__________________
(١) الأنبياء (٢١) / ٥٧.
(٢) مجمع البيان ٨ / ٧٠٣.
(٣) الأنبياء (٢١) / ٦٢.
(٤) مجمع البيان ٨ / ٧٠٣.
(٥) تفسير البيضاويّ ٢ / ٢٩٨.