من أهوال البحر ونمتّعهم بالحياة إلى وقت آجالهم. (١)
[٤٥] (وَإِذا قِيلَ لَهُمُ اتَّقُوا ما بَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَما خَلْفَكُمْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (٤٥))
(وَإِذا قِيلَ لَهُمُ) ؛ أي : للمشركين. (ما بَيْنَ أَيْدِيكُمْ) من أمر الآخرة. (وَما خَلْفَكُمْ) من أمر الدنيا. فاحذروها لتكونوا على رجاء الرحمة. عن ابن عبّاس. وقيل : اتّقوا ما مضى من الذنوب وما يأتي منها. أو : العذاب المنزل على الأمم الماضية وما خلفكم من عذاب الآخرة. وعن أبي عبد الله عليهالسلام : ما بين أيديكم من الذنوب ، وما خلفكم من العقوبة. وجواب إذا محذوف. أي : أعرضوا ، لدلالة (إِلَّا كانُوا عَنْها مُعْرِضِينَ) عليه. (٢)
[٤٦] (وَما تَأْتِيهِمْ مِنْ آيَةٍ مِنْ آياتِ رَبِّهِمْ إِلاَّ كانُوا عَنْها مُعْرِضِينَ (٤٦))
(مِنْ آيَةٍ). زيدت [من] للاستغراق. ومن الثانية للتبعيض. أي : [ليس تأتيهم آية] أيّة آية كانت إلّا أعرضوا عن النظر فيها. (٣)
[٤٧] (وَإِذا قِيلَ لَهُمْ أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللهُ قالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنُطْعِمُ مَنْ لَوْ يَشاءُ اللهُ أَطْعَمَهُ إِنْ أَنْتُمْ إِلاَّ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ (٤٧))
(أَنْفِقُوا) ؛ أي : أخرجوا ما أوجب الله عليكم في أموالكم. (أَنُطْعِمُ مَنْ لَوْ يَشاءُ اللهُ) ؛ أي : إذا لم يطعمه الله ، دلّ على أنّه لم يشأ إطعامه. وذهب عليهم أنّ الله تعبّدهم بذلك لما فيه من المصلحة فأمر الغنيّ بالإنفاق على الفقير ليكسب الأجر. والذين قالوا ذلك هم اليهود حين أمروا بإطعام الفقراء. وقيل : مشركو قريش. قال لهم أصحاب رسول الله : أطعمونا من أموالكم ما زعمتم أنّه لله. وذلك قوله : (هذا لِلَّهِ بِزَعْمِهِمْ). (٤) وقيل : هم الزنادقة الذين أنكروا الصانع تعلّقوا بقوله : (رَزَقَكُمُ اللهُ) وقالوا : إنّه إذا رزقنا وحرمكم ، فلم تأمرون
__________________
(١) مجمع البيان ٨ / ٦٦٧.
(٢) مجمع البيان ٨ / ٦٦٧.
(٣) مجمع البيان ٨ / ٦٦٧.
(٤) الأنعام (٦) / ١٣٦.