كُلٌّ) من الشمس والقمر [والنجوم](فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ) : يسيرون فيه بانبساط. وكلّ ما انبسط في شيء فقد سبح فيه. وقال ابن عبّاس : (يَسْبَحُونَ) ؛ أي : يجري كلّ واحد منهما في فلكه كما يدور المغزل في الفلكة. (١)
عن أبي عبد الله عليهالسلام : انّ الله خلق النهار قبل اللّيل ، والشمس والقمر والأرض قبل السماء. (٢)
[٤١] (وَآيَةٌ لَهُمْ أَنَّا حَمَلْنا ذُرِّيَّتَهُمْ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ (٤١))
(وَآيَةٌ لَهُمْ) ؛ أي : وحجّة لهم على اقتدارنا أنّا حملنا آباءهم وأجدادهم الذين هؤلاء من نسلهم في سفينة نوح المملوءة من الناس وما يحتاج إليه الناس فيها ، فسلموا من الغرق فانتشر منهم خلق كثير. وسمّي الآباء ذرّية من ذرأ الله الخلق لأنّ الأولاد خلقوا منهم. وسمّي الأولاد ذرّية لأنّهم خلقوا من الآباء. وقيل : الذرّيّة النساء والصبيان. والفلك السفن الجارية في البحار. وخصّ الذرّيّة بالحمل في الفلك لضعفهم ولأنّه لا قوّة لهم على السفر كالرجال فسخّر الله لهم السفن. (٣)
[٤٢] (وَخَلَقْنا لَهُمْ مِنْ مِثْلِهِ ما يَرْكَبُونَ (٤٢))
(وَخَلَقْنا لَهُمْ) من مثل سفينة نوح سفنا يركبون فيها كما ركب نوح. وقيل : المراد به الإبل ، وهي سفن البرّ. (٤)
[٤٣ ـ ٤٤] (وَإِنْ نَشَأْ نُغْرِقْهُمْ فَلا صَرِيخَ لَهُمْ وَلا هُمْ يُنْقَذُونَ (٤٣) إِلاَّ رَحْمَةً مِنَّا وَمَتاعاً إِلى حِينٍ (٤٤))
(نُغْرِقْهُمْ) بالرياح والأمواج فلا مغيث لهم يخلّصهم منه. (إِلَّا رَحْمَةً مِنَّا) بأن نخلّصهم
__________________
(١) مجمع البيان ٨ / ٦٦٤.
(٢) الاحتجاج / ٣٥٢. وفيه : والشمس قبل القمر و....
(٣) مجمع البيان ٨ / ٦٦٦.
(٤) مجمع البيان ٨ / ٦٦٦ ـ ٦٦٧.