عن الناس بخلاف المنافق. أو معناه : خشي الرحمن فيما غاب من أمر الآخرة.
(خَشِيَ الرَّحْمنَ
بِالْغَيْبِ) ؛ أي : خاف عقابه قبل حلوله ومعاينة أهواله.
[١٢] (إِنَّا نَحْنُ نُحْيِ الْمَوْتى
وَنَكْتُبُ ما قَدَّمُوا وَآثارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْناهُ فِي إِمامٍ
مُبِينٍ (١٢))
(نُحْيِ الْمَوْتى) في القيامة للجزاء. (وَنَكْتُبُ ما
قَدَّمُوا) من طاعاتهم ومعاصيهم في دار الدنيا. وقيل : نكتب ما
قدّموه من عمل ليس له أثر. (وَآثارَهُمْ) ؛ أي : ما يكون له أثر. وقيل : يعني بآثارهم أعمالهم
التي صارت سنّة لمن بعدهم يقتدي بهم فيها ، حسنة كانت أم قبيحة. وقيل : معناه :
نكتب خطاهم إلى المساجد ؛ لما روي أنّ بني سلمة كانوا في ناحية من المدينة فشكوا
إلى رسول الله بعد منازلهم من المساجد والصلاة معه ، فنزلت الآية. وعنه صلىاللهعليهوآله : أعظم الناس أجرا في الصلاة ، أبعدهم إليها ممشى. (وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْناهُ) ؛ أي : كلّ من الحوادث أثبتناه في اللّوح المحفوظ.
والوجه في إحصاء ذلك فيه اعتبار الملائكة به إذا قابلوا به ما يحدث من الأمور.
ويكون فيه دلالة على معلومات الله على التفصيل. أو المراد به صحائف الأعمال وسمّاه
مبينا لأنّه لا يدرس أثره.
(فِي إِمامٍ مُبِينٍ). عن أبي عبد الله عليهالسلام : لمّا نزل : (وَكُلَّ شَيْءٍ) ـ الآية ـ قال رسول الله : هو عليّ بن أبي طالب.
[١٣] (وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلاً أَصْحابَ
الْقَرْيَةِ إِذْ جاءَهَا الْمُرْسَلُونَ (١٣))
(وَاضْرِبْ) يا محمّد (لَهُمْ مَثَلاً) ؛ أي ؛ اذكر لهم أصحاب قرية أنطاكية.
(وَاضْرِبْ لَهُمْ
مَثَلاً) ؛ أي : مثّل لهم. وهو يتعدّى إلى مفعولين لتضمّنة معنى
الجعل وهما :
__________________