بالجمع. (١)
[٤١] (إِنَّ اللهَ يُمْسِكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولا وَلَئِنْ زالَتا إِنْ أَمْسَكَهُما مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إِنَّهُ كانَ حَلِيماً غَفُوراً (٤١))
ثمّ أخبر سبحانه عن عظم قدرته وسعة ملكه فقال : (إِنَّ اللهَ يُمْسِكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ) من غير علاقة فوقها ولا عماد تحتها (أَنْ تَزُولا) ؛ أي : لئلّا تزولا. (وَلَئِنْ زالَتا) ؛ أي : وإن قدّر أن تزولا عن مراكزهما ، لا يقدر على إمساكهما (أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ) ؛ أي : من بعد الله ، أو من بعد زوالهما. (٢)
[٤٢] (وَأَقْسَمُوا بِاللهِ جَهْدَ أَيْمانِهِمْ لَئِنْ جاءَهُمْ نَذِيرٌ لَيَكُونُنَّ أَهْدى مِنْ إِحْدَى الْأُمَمِ فَلَمَّا جاءَهُمْ نَذِيرٌ ما زادَهُمْ إِلاَّ نُفُوراً (٤٢))
(وَأَقْسَمُوا بِاللهِ) ؛ أي : كفّار مكّة حلفوا بالله قبل أن يأتيهم محمّد صلىاللهعليهوآله بأيمان غليظة غاية وسعهم وجهدهم لئن جاءهم رسول مخوّف من جهة الله تعالى ، (لَيَكُونُنَّ أَهْدى) إلى قبول قوله (مِنْ إِحْدَى الْأُمَمِ) الماضية. يعني اليهود والنصارى والصابئين. فلمّا جاءهم محمّد (ما زادَهُمْ) مجيئه (إِلَّا نُفُوراً) ؛ أي : تباعدا عن الحقّ. (٣)
(وَأَقْسَمُوا). بلغ قريشا قبل مبعث رسول الله أنّ أهل الكتاب كذّبوا رسلهم ، فقالوا : لعن الله اليهود والنصارى. أتتهم الرسل فكذّبوهم. فو الله لئن أتانا رسول (لَيَكُونُنَّ أَهْدى مِنْ إِحْدَى الْأُمَمِ). فلمّا بعث رسول الله ، كذّبوه. وفي (إِحْدَى الْأُمَمِ) وجهان. أحدهما : من بعض الأمم ومن واحدة من الأمم من اليهود والنصارى وغيرهم. والثاني : من الأمّة التي يقال فيها هي إحدى الأمم تقضيلا لها على غيرها في الهدى والاستقامة. (٤)
__________________
(١) مجمع البيان ٨ / ٦٤٢ و ٦٤٠.
(٢) مجمع البيان ٨ / ٦٤٤.
(٣) مجمع البيان ٨ / ٦٤٤ ـ ٦٤٥.
(٤) الكشّاف ٣ / ٦١٨.