كُفْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ إِلاَّ مَقْتاً وَلا يَزِيدُ الْكافِرِينَ كُفْرُهُمْ إِلاَّ خَساراً (٣٩))
أي : جعلكم ـ معاشر الكفّار ـ أمّة بعد أمّة وقرنا بعد قرن أو خلفاء القرون الماضية بأن أوجدكم بعدهم وأورثكم ما كان لهم. (إِلَّا مَقْتاً) ؛ أي : أشدّ البغض. (إِلَّا خَساراً) ؛ أي : خسرانا وهلاكا. (١)
(وَلا يَزِيدُ الْكافِرِينَ). التكرير للدلالة على أنّ اقتضاء الكفر لكلّ واحد من الأمرين مستقلّ باقتضاء قبحه ووجوب التجنّب عنه. (٢)
[٤٠] (قُلْ أَرَأَيْتُمْ شُرَكاءَكُمُ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ أَرُونِي ما ذا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّماواتِ أَمْ آتَيْناهُمْ كِتاباً فَهُمْ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْهُ بَلْ إِنْ يَعِدُ الظَّالِمُونَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً إِلاَّ غُرُوراً (٤٠))
(شُرَكاءَكُمُ). أضافها إليهم لأنّهم جعلوهم شركاء لله أو لأنفسهم فيما يملكونه. (أَرُونِي ما ذا خَلَقُوا). بدل من (أَرَأَيْتُمْ) بدل اشتمال لأنّه بمعنى أخبروني. (يَعِدُ الظَّالِمُونَ بَعْضُهُمْ). وهو تغرير الأسلاف الأخلاف أو الرؤساء الأتباع بأنّهم شفعاء عند الله يشفعون لهم بالتقرّب إليه. (٣)
(أَرُونِي ما ذا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ) ؛ أي : أخبروني ـ أيّها المشركون ـ عن الأوثان الذين أشركتموهم مع الله في العبادة : بأيّ شيء أوجبتم لهم أن يكونوا شركاء في العبادة؟ أبشيء خلقوا من الأرض؟ (أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّماواتِ) ؛ أي : شركة في خلقها. (أَمْ آتَيْناهُمْ كِتاباً) ؛ أي : أنزلنا عليهم كتابا يصدّق دعواهم الشرك فهم على دلالات واضحات من ذلك الكتاب. وقيل : أم آتيناهم كتابا بأنّ الله لا يعذّبهم على كفرهم فهم واثقون به؟ (بَلْ إِنْ يَعِدُ الظَّالِمُونَ). معناه : ليس شيء من ذلك [لكن ليس] يعد بعض الظالمين بعضا إلّا غرورا لا حقيقة له يغرّونهم فيه. ابن كثير وحفص وحمزة : (عَلى بَيِّنَةٍ) بالتوحيد. والباقون : «بينات»
__________________
(١) تفسير البيضاويّ ٢ / ٢٧٤.
(٢) تفسير البيضاويّ ٢ / ٢٧٤.
(٣) تفسير البيضاويّ ٢ / ٢٧٤ ـ ٢٧٥.