[٣٤] (وَقالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنا لَغَفُورٌ شَكُورٌ (٣٤))
عن أبي ذرّ قال : رأيت سلمان وبلال يقبلان [إلى] النبيّ ، إذ انكبّ سلمان على قدمه يقبّلها. فزجره عن ذلك ثمّ قال : يا سلمان ، لا تصنع بي ما تصنع الأعاجم بملكوها. أنا عبد من عبيد الله آكل كما يأكل العبيد وأقعد كما يعقد العبيد. فقال له سلمان : يا مولاي ، أخبرني بفضل فاطمة يوم القيامة. فوصف صلىاللهعليهوآله مجيئها إلى عرصات القيامة وما أكرمها الله به وقال : فإذا دخلت الجنّة ، قرأت : (الْحَمْدُ لِلَّهِ) ـ الآية. ثمّ تقول : يا ربّ أسألك ألّا تعذّب محبّي ومحبّ عترتي. فيقول : نعم. (١)
(الْحَمْدُ لِلَّهِ). أخبر سبحانه عن حالهم [أنّهم] إذا دخلوا الجنّة يقولون : (الْحَمْدُ لِلَّهِ) اعترافا منهم بنعمته لا على وجه التكليف. (الْحَزَنَ) : الغمّ [الذي كانوا عليه في دار] الدنيا ، أو الذي أصابهم قبل دخول الجنّة. لأنّهم كانوا يخافون دخول النار لاستحقاقهم له ، فإذا تفضّل الله عليهم وأسقط عنهم عقابهم وأدخلهم الجنّة ، حمدوه على ذلك وشكروه. (شَكُورٌ) : يقبل اليسير من محاسن أعمالهم. وقيل : إنّ شكره سبحانه هو مكافاتهم على الشكر له. (٢)
[٣٥] (الَّذِي أَحَلَّنا دارَ الْمُقامَةِ مِنْ فَضْلِهِ لا يَمَسُّنا فِيها نَصَبٌ وَلا يَمَسُّنا فِيها لُغُوبٌ (٣٥))
(دارَ الْمُقامَةِ) ؛ أي : دار الخلود. (نَصَبٌ) ؛ أي : مشقّة. (لُغُوبٌ) : إعياء ومتعبة في طلب المعاش. (٣)
[٣٦] (وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نارُ جَهَنَّمَ لا يُقْضى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذابِها كَذلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ (٣٦))
(لا يُقْضى عَلَيْهِمْ) بالموت (فَيَمُوتُوا) فيستريحوا. (كَذلِكَ) ؛ أي : مثل هذا العذاب.
__________________
(١) تأويل الآيات ٢ / ٤٨٤ ـ ٤٨٥.
(٢) مجمع البيان ٨ / ٦٣٩.
(٣) مجمع البيان ٨ / ٦٤٠.