على مخالفتك. (١)
عن عبد الله بن بكير قال : قال لي الصادق عليهالسلام : أخبرني عن الرسول كان عامّ الرسالة كما في محكم كتابه : (وَما أَرْسَلْناكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ) لأهل الشرق والغرب وأهل السماء والأرض من الجنّ والإنس ، هل بلّغ رسالته إليهم كلّهم؟ قلت : لا أدري. قال : يابن بكير ، إنّ رسول الله لم يخرج من المدينة. فكيف أبلغ رسالته أهل الشرق والغرب؟ قلت : لا أدري. قال : إنّ الله تبارك وتعالى أمر جبرئيل فاقتلع الأرض بريشة من جناحه ونصبها لمحمّد صلىاللهعليهوآله فكانت بين يديه مثل راحته في كفّه ينظر إلى أهل الشرق والغرب ويخاطب كلّ قوم بألسنتهم ويدعوهم إلى الله وإلى نبوّة نفسه. فما بقيت قرية ولا مدينة إلّا دعاهم النبيّ بنفسه. (٢)
[٢٩] (وَيَقُولُونَ مَتى هذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (٢٩))
(هذَا الْوَعْدُ) ؛ أي : المبشّر به والمنذر عنه. أو : الموعود بقوله : (يَجْمَعُ بَيْنَنا رَبُّنا). (٣)
[٣٠] (قُلْ لَكُمْ مِيعادُ يَوْمٍ لا تَسْتَأْخِرُونَ عَنْهُ ساعَةً وَلا تَسْتَقْدِمُونَ (٣٠))
(مِيعادُ يَوْمٍ) ؛ أي : ميقات يوم [ينزل بكم ما وعدتم به وهو يوم القيامة. وقيل : يوم وفاتهم وقبض] أرواحهم ، لا تتأخّرون عن ذلك اليوم ولا تتقدّمون عليه بأن يزاد في آجالكم أو ينقص منها. (٤)
[٣١] (وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَنْ نُؤْمِنَ بِهذَا الْقُرْآنِ وَلا بِالَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلَوْ تَرى إِذِ الظَّالِمُونَ مَوْقُوفُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ يَرْجِعُ بَعْضُهُمْ إِلى بَعْضٍ الْقَوْلَ يَقُولُ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لَوْ لا أَنْتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ (٣١))
__________________
(١) مجمع البيان ٨ / ٦١١.
(٢) تفسير القمّيّ ٢ / ٢٠٢ ـ ٢٠٣.
(٣) تفسير البيضاويّ ٢ / ٢٦٢.
(٤) مجمع البيان ٨ / ٦١٢.