لهم : فما لكم لا تعبدون من يرزقكم وتؤثرون عليه من لا يقدر على الرزق؟ (١)
[٢٥] (قُلْ لا تُسْئَلُونَ عَمَّا أَجْرَمْنا وَلا نُسْئَلُ عَمَّا تَعْمَلُونَ (٢٥))
(قُلْ لا تُسْئَلُونَ) : قل ـ يا محمّد ـ إذا لم ينقادوا للحجّة : لا تسألون ـ أيّها الكفّار ـ عمّا اقترفنا من المعاصي. وهو أبلغ في الإخبات وأدخل في الإنصاف حيث أسند الإجرام إلى أنفسهم والعمل إلى المخاطبين. (٢)
[٢٦] (قُلْ يَجْمَعُ بَيْنَنا رَبُّنا ثُمَّ يَفْتَحُ بَيْنَنا بِالْحَقِّ وَهُوَ الْفَتَّاحُ الْعَلِيمُ (٢٦))
ثمّ أمره أن يحاكمهم إلى الله لإعراضهم عن الحجّة فقال : (قُلْ) يا محمّد (يَجْمَعُ بَيْنَنا رَبُّنا) يوم القيامة (ثُمَّ يَفْتَحُ) ؛ أي : يحكم بيننا بالحقّ. (٣)
[٢٧] (قُلْ أَرُونِيَ الَّذِينَ أَلْحَقْتُمْ بِهِ شُرَكاءَ كَلاَّ بَلْ هُوَ اللهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (٢٧))
(أَرُونِيَ الَّذِينَ أَلْحَقْتُمْ بِهِ شُرَكاءَ). ذكر سبحانه هذا على وجه التعجّب. أي : أروني الذين زعمتم أنّهم شركاء لله تعبدونهم معه. وهذا كالتوبيخ فيما اعتقدوه من الإشراك. فإنّهم سيفتضحون بذلك إذا أشاروا إلى الأصنام. (كَلَّا) ؛ أي : ليس كما تزعمون. أو : ارتدعوا عن هذا المقال. (بَلْ هُوَ اللهُ الْعَزِيزُ) : الذي لا يغالب (الْحَكِيمُ) في جميع أفعاله. فكيف [يكون] له شريك؟ (٤)
[٢٨] (وَما أَرْسَلْناكَ إِلاَّ كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ (٢٨))
(كَافَّةً لِلنَّاسِ) العرب والعجم وسائر الأمم. وقيل : (كَافَّةً لِلنَّاسِ) ؛ أي : مانعا لهم عمّا هم عليه من الكفر والمعاصي بالإنذار. والتاء للمبالغة. (لا يَعْلَمُونَ) رسالتك لإعراضهم عن النظر في المعجزة. أو : لا يعلمون ما لهم في الآخرة من الثواب على اتّباعك ومن العذاب
__________________
(١) الكشّاف ٣ / ٥٨١.
(٢) مجمع البيان ٨ / ٦١٠ ، والكشّاف ٣ / ٥٨٢.
(٣) مجمع البيان ٨ / ٦١١.
(٤) مجمع البيان ٨ / ٦١١.