ذلك. لأنّ فيه إبداء سوأة النبيّ على رؤوس الأشهاد وذلك ينفّر عنه. وقيل :
إنّ قارون حرّض امرأة على قذفه بنفسها ، فعصمه الله ، كما مرّ في القصص. وقيل :
إنّهم آذوه من حيث نسبوه إلى السحر والجنون والكذب بعد ما رأوا الآيات.
(وَجِيهاً) : ذا قربة ووجاهة.
[٧٠ ـ ٧١] (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا
اللهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً (٧٠))
(يا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ) ؛ أي : عقابه ، باجتناب معاصيه. (سَدِيداً) ؛ أي : صوابا بريئا من الفساد. وقيل : (سَدِيداً) يعني صادقا وهو كلمة التوحيد. و (يُصْلِحْ لَكُمْ) ؛ أي : إن فعلتم ذلك يلطف لكم في أعمالكم حتّى تستقيموا
على الطريقة المستقيمة السليمة من الفساد ويزكّ أعمالكم ويتقبّل حسناتكم. (فَقَدْ فازَ) ؛ أي : ظفر برضوان الله.
[٧٢] (إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمانَةَ عَلَى
السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَها وَأَشْفَقْنَ
مِنْها وَحَمَلَهَا الْإِنْسانُ إِنَّهُ كانَ ظَلُوماً جَهُولاً (٧٢))
(الْأَمانَةَ). قيل : الأمانة الطاعات. وعن ابن عبّاس : هي الأحكام
والفرائض. وقيل : هو أمانات الناس والوفاء بالعهود. وأمّا عرض الأمانة على هذه
الأشياء ، فقيل : المراد العرض على أهلها. وعرضها عليهم هو تعريفه إيّاهم أنّ في
تضييع الأمانة الإثم العظيم. فبيّن سبحانه جرأة الإنسان على المعاصي وإشفاق
الملائكة من ذلك. فيكون المعنى : عرضنا الأمانة على أهل السموات والأرض والجبال من
الملائكة والإنس والجنّ ، فأبى أهلها أن يحملوا تركها وعقابها وأشفق أهلهنّ من
حملها. (وَحَمَلَهَا
الْإِنْسانُ إِنَّهُ كانَ ظَلُوماً) لنفسه بارتكاب المعاصي (جَهُولاً) بموضع الأمانة في استحقاق العقاب على الخيانة فيها.
فيكون
__________________