[٦٧] (وَقالُوا رَبَّنا إِنَّا أَطَعْنا سادَتَنا وَكُبَراءَنا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلا (٦٧))
(سادَتَنا وَكُبَراءَنا). يعنون قادتهم الذين لقّنوهم الكفر. (فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا) بما زيّنوا لنا. ابن عامر ويعقوب : «ساداتنا» على الجمع ، للدلالة على الكثرة. (١)
(وَكُبَراءَنا). وهما رجلان. والسادة والكبراءهما أوّل من بدأ بظلمهم وغصبهم. (فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا) ؛ أي : طريق الجنّة. والسبيل أمير المؤمنين. (٢)
[٦٨] (رَبَّنا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْناً كَبِيراً (٦٨))
(ضِعْفَيْنِ) ؛ أي : مثلي ما آتيتنا منه. لأنّهم ضلّوا وأضلّوا. (كَبِيراً) ؛ أي شديد اللّعن. (٣)
[٦٩] (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسى فَبَرَّأَهُ اللهُ مِمَّا قالُوا وَكانَ عِنْدَ اللهِ وَجِيهاً (٦٩))
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) لا تؤذوا رسول الله في عليّ والأئمّة ، كما آذوا موسى (فَبَرَّأَهُ اللهُ مِمَّا قالُوا). كانوا يقولون : ليس لموسى ما للرجال. فاغتسل يوما ووضع ثيابه على صخرة [فأمر الله الصخرة] فتباعدت عنه حتّى نظر بنو إسرائيل فعلموا أنّه ليس كما قالوا. (٤)
(كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسى) ؛ أي : لا تؤذوا محمّدا كما آذى بنو إسرائيل موسى. فإنّ حقّ النبيّ أن يعظّم ويبجّل. واختلفوا فيما آذوا به موسى. فقيل : إنّ موسى وهارون صعدا الجبل فمات هارون ، فقالت بنو إسرائيل : قتله. فأمر الله الملائكة فحملوه حتّى مرّوا به [على] بني إسرائيل وتكلّمت الملائكة بموته حتّى عرفوا أنّه قد مات وبرّأه الله من ذلك. عن عليّ عليهالسلام. وقيل : إنّ موسى [كان] حييّا ستيرا يغتسل وحده. فقالوا : ما تستتر منّا إلّا لعيب بجلده إمّا برص وإمّا أدرة. فذهب مرّة يغتسل فوضع ثوبه على حجر فمرّ الحجر بثوبه. فطلبه موسى فرآه بنو إسرائيل عريانا كأحسن الرجال خلقا. فبرّأه الله ممّا قالوا. وقال قوم : لا يجوز
__________________
(١) تفسير البيضاويّ ٢ / ٢٥٣.
(٢) تفسير القمّيّ ٢ / ١٩٧.
(٣) تفسير البيضاويّ ٢ / ٢٥٣.
(٤) تفسير القمّيّ ٢ / ١٩٧.