بها أنفسكم ، وأطيعوا ولاة أمركم ، تدخلوا جنّة ربّكم. (١)
[٢٤] (وَاخْفِضْ لَهُما جَناحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُما كَما رَبَّيانِي صَغِيراً (٢٤))
(وَاخْفِضْ). قال أبو عبد الله عليهالسلام : معناه : لا تملأ عينيك من النظر إليهما إلّا برحمة ورقّة. ولا ترفع صوتك فوق أصواتهما ، ولا يديك فوق يديهما. ولا تقدّم قدّامهما. (٢)
(وَاخْفِضْ) ـ الآية ـ أي : وتواضع. جعل للذلّ جناحا وأمره بخفضه مبالغة. أو أراد جناحه وإضافته إلى الذلّ للبيان ، والمعنى : واخفض لهما جناحك الذليل. (مِنَ الرَّحْمَةِ) : من فرط رحمتك عليهما لافتقار هما إلى من كان أفقر خلق الله إليهما. (وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُما) ؛ أي :
ادع الله أن يرحمهما برحمته الباقية وإن كانا كافرين. لأنّ من الرحمة أن يهديهما. (كَما رَبَّيانِي صَغِيراً) : رحمة مثل رحمتهما عليّ. روي أنّ رجلا قال لرسول الله صلىاللهعليهوآله : إنّ أبويّ بلغا من الكبر أنّي ألي منهما ما وليا منّي في الصغر. فهل قضيتهما؟ قال : لا. فإنّهما كانا يفعلان ذلك وهما يحبّان بقاءك وأنت تفعل ذلك وأنت تريد موتهما. (٣)
هذا الحديث مرويّ من طرقنا أيضا. (٤)
جاء رجل من بني سلمة فقال : يا رسول الله ، هل بقي من برّ أبويّ شيء أبرّهما به بعد موتهما؟ قال : نعم ؛ الصلاة عليهما والاستغفار لهما ، وصلة الرحم التي لا توصل إلّا بهما. (٥)
[٢٥] (رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِما فِي نُفُوسِكُمْ إِنْ تَكُونُوا صالِحِينَ فَإِنَّهُ كانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُوراً (٢٥))
(فِي نُفُوسِكُمْ) من قصد البرّ إليهما واعتقاد ما يجب لهما من التوقير. وكأنّه تهديد على أن يضمر لهما كراهة واستثقالا. (صالِحِينَ) : قاصدين الصلاح. (لِلْأَوَّابِينَ) : التوّابين. (غَفُوراً) ما فرط منهم عند حرج الصدر من أذيّة أو تقصير. (٦)
__________________
(١) الخصال ١ / ٣٢٢.
(٢) مجمع البيان ٦ / ٦٣١.
(٣) تفسير البيضاويّ ١ / ٥٦٨.
(٤) لم نعثر عليه فيما حضر من مصادرنا.
(٥) مجمع البيان ٦ / ٦٣٢.
(٦) تفسير البيضاويّ ١ / ٥٦٨ ـ ٥٦٩.