(وَنُخْرِجُ). أبو جعفر : «ويخرج» بضمّ الياء وفتح الراء. ويعقوب بفتح الياء وضمّ الراء. (كِتاباً). هو ما يكتب الحفظة عليهم. (يَلْقاهُ). ابن عامر بضمّ الياء وفتح اللّام وتشديد القاف. (١)
(طائِرَهُ). عن أبي عبد الله عليهالسلام : يعني الولاية. (٢)
[١٤] (اقْرَأْ كِتابَكَ كَفى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً (١٤))
(اقْرَأْ كِتابَكَ). على إرادة القول. (كَفى بِنَفْسِكَ) ؛ أي : كفى نفسك. والباء مزيدة. و (حَسِيباً) تمييز وعلى صلته. لأنّه إمّا بمعنى الحاسب ، من حسب عليه كذا ، أو بمعنى الكافي فوضع في موضع الشهيد لأنّه يكفي المدّعي ما أهمّه. وتذكيره على أنّ الحساب والشهادة ممّا يتولّاه الرجال. (٣)
(حَسِيباً) ؛ أي : محاسبا. وإنّما يجعله محاسبا لنفسه لأنّه إذا رأى أعماله يوم القيامة كلّها مكتوبة ورأى جزاء أعماله مكتوبا بالعدل ، أذعن عند ذلك واعترف ولم يتهيّأ له إنكار وظهر لأهل المحشر أنّه لا يظلم. عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : يذكر العبد جميع أعماله وما كتب عليه حتّى كأنّه فعله تلك الساعة. فلذلك قالوا : (يا وَيْلَتَنا ما لِهذَا الْكِتابِ لا يُغادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصاها)(٤). (٥)
[١٥] (مَنِ اهْتَدى فَإِنَّما يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّما يَضِلُّ عَلَيْها وَلا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى وَما كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً (١٥))
(مَنْ ضَلَّ) في الدنيا من الدين ، فعقوبة ضلاله على نفسه. (وَلا تَزِرُ) ؛ أي : لا تحمل نفس حامل حمل أخرى ؛ أي : ثقل ذنوب غيرها. وفيه دلالة واضحة على بطلان قول من يقول إنّ
__________________
(١) مجمع البيان ٦ / ٦٢٠ و ٦٢٢.
(٢) كمال الدين / ٣٥٤.
(٣) تفسير البيضاويّ ١ / ٥٦٦.
(٤) الكهف (١٨) / ٤٩.
(٥) مجمع البيان ٦ / ٦٢٢ ـ ٦٢٣.