بالتشديد. (مِنَ الْغابِرِينَ) ؛ أي : الباقين في العذاب. (١)
[٣٣] (وَلَمَّا أَنْ جاءَتْ رُسُلُنا لُوطاً سِيءَ بِهِمْ وَضاقَ بِهِمْ ذَرْعاً وَقالُوا لا تَخَفْ وَلا تَحْزَنْ إِنَّا مُنَجُّوكَ وَأَهْلَكَ إِلاَّ امْرَأَتَكَ كانَتْ مِنَ الْغابِرِينَ (٣٣))
(وَلَمَّا أَنْ جاءَتْ). أن صلة أكّدت وجود الفعلين مترتّبا أحدهما على الآخر في وقتين متجاورين لا فاصل بينهما كأنّهما وجدا في جزء واحد من الزمان. كأنّه قيل : كما أحسّ بمجيئهم ، فاجأته المساءة من غير ريث خيفة عليهم من قومه. وقيل : معناه : سيء بقومه لما علم من عظيم البلاء النازل بهم. (وَضاقَ بِهِمْ ذَرْعاً) ؛ أي : ضاق بشأنهم وتدبير أمرهم ذرعه ؛ أي : طاقته. وقد جعلت العرب ضيق الذرع والذراع عبارة عن فقد الطاقة ؛ كما قالوا : رحب الذراع بكذا ، إذا كان مطيقا له. والأصل فيه أنّ الرجل إذا طالت ذراعه ، نال ما لا يناله القصير الذراع ، فضرب ذلك مثلا في العجز والقدرة. (لا تَخَفْ). أي علينا وعليك. (وَلا تَحْزَنْ) بما نفعله بقومك. أو : لا تخف ولا تحزن ؛ إنّا رسل الله لا يقدرون [علينا]. (٢)
(مُنَجُّوكَ). ابن كثير وأهل الكوفة غير حفص ويعقوب : (إِنَّا مُنَجُّوكَ) بالتخفيف ، والباقون بالتشديد. (٣)
[٣٤] (إِنَّا مُنْزِلُونَ عَلى أَهْلِ هذِهِ الْقَرْيَةِ رِجْزاً مِنَ السَّماءِ بِما كانُوا يَفْسُقُونَ (٣٤))
(مُنْزِلُونَ). ابن عامر بالتشديد. والباقون : (مُنْزِلُونَ) بالتخفيف. (٤)
(رِجْزاً). الرجز والرجس : العذاب. من قولهم : ارتجز وارتجس ؛ أي : اضطرب ، لما يلحق المعذّب من القلق والاضطراب. (٥)
[٣٥] (وَلَقَدْ تَرَكْنا مِنْها آيَةً بَيِّنَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (٣٥))
__________________
(١) مجمع البيان ٨ / ٤٤١ ـ ٤٤٢.
(٢) الكشّاف ٣ / ٤٥٣ ، ومجمع البيان ٨ / ٤٤٢.
(٣) مجمع البيان ٨ / ٤٤١.
(٤) مجمع البيان ٨ / ٤٤١.
(٥) الكشّاف ٣ / ٤٥٣.