بعدهم. فأراد لوط أن يشتدّ غضب الله عليهم فذكر لذلك صفة المفسدين في دعائه. (١)
[٣١] (وَلَمَّا جاءَتْ رُسُلُنا إِبْراهِيمَ بِالْبُشْرى قالُوا إِنَّا مُهْلِكُوا أَهْلِ هذِهِ الْقَرْيَةِ إِنَّ أَهْلَها كانُوا ظالِمِينَ (٣١))
بيّن سبحانه أنّه استجاب دعاء لوط وبعث جبرئيل ومعه الملائكة لتعذيب قومه بقوله : (وَلَمَّا جاءَتْ). (٢)
(بِالْبُشْرى) : أي : بالبشارة بالولد والنافلة إسحاق ويعقوب. (إِنَّا مُهْلِكُوا). إضافة مهلكو إضافة تخفيف لا تعريف والمعنى الاستقبال. والقرية سدوم التي قيل فيها : أجور من قاضي سدوم. (كانُوا ظالِمِينَ). يعني أنّ الظلم قد استمرّ منهم إيجاده في الأيّام السالفة وهم عليه مصرّون. وظلمهم كفرهم وألوان معاصيهم. (٣)
[٣٢] (قالَ إِنَّ فِيها لُوطاً قالُوا نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَنْ فِيها لَنُنَجِّيَنَّهُ وَأَهْلَهُ إِلاَّ امْرَأَتَهُ كانَتْ مِنَ الْغابِرِينَ (٣٢))
(إِنَّ فِيها لُوطاً). ليس إخبارا لهم بكونه فيها ، وإنّما هو جدال في شأنه. لأنّهم لمّا علّلوا هلاك أهلها بالظلم ، اعترض عليهم بأنّ فيها من هو بريء من الظلم. وأراد بالجدال إظهار الشفقة عليه وما يجب للمؤمن من التحزّن لأخيه والتشمّر في نصرته وحياطته والخوف من أن يلحقه ضرر. ألاترى إلى جوابهم : (نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَنْ فِيها)؟ يعنون : نحن أعلم منك وأخبر بحال لوط وحال قومه وامتيازه منهم وأنّه لا يستأهل ما يستأهلون. فخفّض على نفسك وهوّن عليك الخطب. (٤)
(لَنُنَجِّيَنَّهُ). أهل الكوفة غير عاصم : (لَنُنَجِّيَنَّهُ) خفيفة الجيم ساكنة النون ، والباقون
__________________
(١) تفسير البيضاويّ ٢ / ٢٠٨ ، والكشّاف ٣ / ٤٥٢.
(٢) مجمع البيان ٨ / ٤٤٢.
(٣) الكشّاف ٣ / ٤٥٢.
(٤) الكشّاف ٣ / ٤٥٢ ـ ٤٥٣.