عليه. (إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ) الخير والشرّ وتميّزون بينهما. أو : إن كنتم تنظرون في الأمور بنظر العلم دون نظر الجهل. (١)
[١٧] (إِنَّما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ أَوْثاناً وَتَخْلُقُونَ إِفْكاً إِنَّ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ لا يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقاً فَابْتَغُوا عِنْدَ اللهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (١٧))
(وَتَخْلُقُونَ إِفْكاً) ؛ أي : تكذبون كذبا في تسميتها آلهة. أو سمّي الأصنام إفكا وعملهم لها ونحتهم خلقا للإفك. (لا يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقاً). دليل على أنّ شرارة ذلك من حيث إنّه لا يجدي بطائل. ورزقا يحتمل المصدر ـ بمعنى لا يستطيعون أن يرزقكم ـ وأن يراد المرزوق. فإن قلت : لم نكّر الرزق ثمّ عرّفه؟ قلت : لأنّه أراد : لا يستطيعون أن يرزقكم شيئا من الرزق. (فَابْتَغُوا عِنْدَ اللهِ الرِّزْقَ). فإنّه هو الرزّاق وحده. (٢)
(وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ) متوسّلين إلى مطالبكم بعبادته مقيّدين لما حفّكم من النعم بشكره ، أو مستعدّين للقائه بهما ، فإنّه (إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ). (٣)
(إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ). انقطع خبر إبراهيم هنا. وخاطب الله أمّة محمّد صلىاللهعليهوآله فقال : (وَإِنْ تُكَذِّبُوا). وقوله : (وَما كانَ جَوابَ قَوْمِهِ) من المنقطع المعطوف. (٤)
[١٨] (وَإِنْ تُكَذِّبُوا فَقَدْ كَذَّبَ أُمَمٌ مِنْ قَبْلِكُمْ وَما عَلَى الرَّسُولِ إِلاَّ الْبَلاغُ الْمُبِينُ (١٨))
(وَإِنْ تُكَذِّبُوا فَقَدْ كَذَّبَ أُمَمٌ) من قبلي رسلهم. فما ضرّهم تكذيبهم وإنّما ضرّوا أنفسهم بنزول العذاب عليهم. وأمّا الرسول ، فما عليه إلّا البلاغ الكامل المقرون بالمعجزات والآيات. أو : وإن كنت مكذّبا فيما بينكم ، فلي في سائر الأنبياء أسوة وسلوة حيث كذّبوا. و
__________________
(١) تفسير البيضاويّ ٢ / ٢٠٥.
(٢) تفسير البيضاويّ ٢ / ٢٠٥ ـ ٢٠٦ ، والكشّاف ٣ / ٤٤٧.
(٣) تفسير البيضاويّ ٢ / ٢٠٦.
(٤) تفسير القمّيّ ٢ / ١٤٩.