(مِنْ خَطاياهُمْ مِنْ شَيْءٍ). من الأولى للتبيين. ومن الثانية مزيدة. التقدير : وما هم بحاملين شيئا من خطاياهم. (١)
[١٣] (وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقالَهُمْ وَأَثْقالاً مَعَ أَثْقالِهِمْ وَلَيُسْئَلُنَّ يَوْمَ الْقِيامَةِ عَمَّا كانُوا يَفْتَرُونَ (١٣))
(أَثْقالَهُمْ) ؛ أي : أثقال ما اقترفت أنفسهم وأثقالا آخر معها غير الخطايا التي ضمنوا للمؤمنين حملها. وهي أثقال الذين كانوا سببا في ضلالهم وحملهم على المعاصي ، من غير أن ينقص من أثقال من تبعهم شيء. (وَلَيُسْئَلُنَّ يَوْمَ الْقِيامَةِ) سؤال تقريع وتبكيت. (يَفْتَرُونَ) ؛ أي : يختلفون من الأكاذيب والأباطيل. (٢)
(عَمَّا كانُوا يَفْتَرُونَ) من أنّه لا حشر وعلى تقدير وجوده يحملون خطايا التابعين. (٣)
أقول : في الحديث الذي رواه أبو إسحاق اللّيثيّ عن أبي عبد الله عليهالسلام المذكور في آخر كتاب علل الشرائع ـ الحديث الطويل ـ ذكر أنّ قوله : (وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقالَهُمْ وَأَثْقالاً مَعَ أَثْقالِهِمْ) من جملة الآيات التي يراد منها باطنها انّ النواصب وأهل الخلاف يحملون ذنوبهم يوم القيامة وذنوب شيعة أمير المؤمنين عليهالسلام. وقد علّله عليهالسلام هناك بأنّ ما يأتي به الشيعه من المعاصي يكون بسبب مزج طينة المؤمن وطينة الناصب حتّى امتزج الماء ان وما كان من عمل حسن يأتي به النواصب فهو من سنخ طينة المؤمن ومن أجله كانت حسناتهم للشيعة وذنوب الشيعة محمولة عليهم. ومن أراد زيادة الفرح والسرور ، فليراجع الحديث من موضعه.
[١٤] (وَلَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً إِلى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلاَّ خَمْسِينَ عاماً فَأَخَذَهُمُ الطُّوفانُ وَهُمْ ظالِمُونَ (١٤))
__________________
(١) تفسير البيضاويّ ٢ / ٢٠٥.
(٢) تفسير البيضاويّ ٢ / ٢٠٥ ، والكشّاف ٣ / ٤٤٥.
(٣) تفسير النيسابوريّ ٢٠ / ٨١ ـ ٨٢.