(وَمِنَ النَّاسِ). يعني ضعفاء المؤمنين أو المنافقين. (آمَنَّا بِاللهِ). يقول ذلك بلسانه. (فَإِذا أُوذِيَ فِي اللهِ) ؛ أي : في دين الله أو ذات الله بأن عذّبهم الكفرة على الإيمان. (جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذابِ اللهِ) ؛ أي : رجع عن الدين مخافة عذاب الناس كما ينبغي أن يترك الكافر دينه مخافة عذاب الله ، فيسوّي بين عذاب فان منقطع وبين عذاب غير منقطع لقلّة تمييزه. وسمّى أذيّة الناس فتنة لما في احتمالها من المشقّة. (نَصْرٌ مِنْ رَبِّكَ) للمؤمنين ودولة لأولياء الله على الكافرين. (كُنَّا مَعَكُمْ). أي في الدين فأشركونا في الغنيمة. (صُدُورِ الْعالَمِينَ). يعني من الإيمان والنفاق. فلا يخفى عليه كذبهم فيما قالوا. (١)
(نَصْرٌ مِنْ رَبِّكَ). يعني القائم عليهالسلام. (٢)
[١١] (وَلَيَعْلَمَنَّ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْمُنافِقِينَ (١١))
(وَلَيَعْلَمَنَّ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا) : المؤمنين على الحقيقة (وَلَيَعْلَمَنَّ الْمُنافِقِينَ) فيجازيهم بحسب أعمالهم. وقال الجبّائيّ : معناه : وليميّزنّ الله المؤمن من المنافق. فوضع العلم موضع التمييز توسّعا. (٣)
[١٢] (وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا اتَّبِعُوا سَبِيلَنا وَلْنَحْمِلْ خَطاياكُمْ وَما هُمْ بِحامِلِينَ مِنْ خَطاياهُمْ مِنْ شَيْءٍ إِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ (١٢))
(وَلْنَحْمِلْ خَطاياكُمْ) ؛ أي : ونحن نحمل آثامكم إن ثبت أنّ لكم في اتّباع ديننا إثما. ويعنون بذلك أنّه لا إثم عليكم باتّباع ديننا ولا يكون بعث ولا نشور فلا يلزمنا شيء ممّا ضمنّا. (وَما هُمْ بِحامِلِينَ). كذّبهم الله بأنّه لا يمكنهم حمل ذنوبهم يوم القيامة. فإنّ الله عدل لا يعذّب أحدا بذنب غيره. وهذا مثل قوله : (وَلا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى)(٤). (٥)
__________________
(١) مجمع البيان ٨ / ٤٣١ ، وتفسير البيضاويّ ٢ / ٢٠٤.
(٢) تفسير القمّيّ ٢ / ١٤٩.
(٣) مجمع البيان ٨ / ٤٣٢.
(٤) الأنعام (٦) / ١٦٤.
(٥) مجمع البيان ٨ / ٤٣٢.