تُرْجَعُونَ (٧٠))
(وَهُوَ اللهُ) المختصّ بالإلهيّة. (لا إِلهَ إِلَّا هُوَ). تقرير لذلك. (فِي الْأُولى وَالْآخِرَةِ). المراد بحمد الآخرة قول أهل الجنّة : (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ). (١)(الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنا وَعْدَهُ). (٢)(وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ). (٣) والتحميد هناك على وجه اللّذّة لا الكلفة. وفي الحديث : يلهمون التحميد والتقديس. (وَلَهُ الْحُكْمُ) : القضاء بين عباده. (٤)
[٧١ ـ ٧٢] (قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَداً إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ مَنْ إِلهٌ غَيْرُ اللهِ يَأْتِيكُمْ بِضِياءٍ أَفَلا تَسْمَعُونَ (٧١) قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللهُ عَلَيْكُمُ النَّهارَ سَرْمَداً إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ مَنْ إِلهٌ غَيْرُ اللهِ يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفَلا تُبْصِرُونَ (٧٢))
(سَرْمَداً) ؛ أي : دائما. من السرد وهو المتابعة ، والميم زائدة كدلامص من الدلاص. (إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ) بإسكان الشمس تحت الأرض أو تحريكها فوق الأفق الغائر. (أَفَلا تَسْمَعُونَ) سماع تدبّر واستبصار؟ ابن كثير : (بِضِياءٍ) بهمزتين. (النَّهارَ سَرْمَداً) بإسكانها في وسط السماء أو تحريكها على مدار فوق الأفق. (تَسْكُنُونَ فِيهِ) ؛ أي : تستريحون فيه من التعب. (أَفَلا تُبْصِرُونَ). من البصيرة. أي : أفلا تعلمون؟ وقيل : أفلا تشاهدون اللّيل والنهار وتتدّبرون فيهما فتعلموا أنّهما من صنع مدبّر حكيم؟ (٥)
[٧٣] (وَمِنْ رَحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (٧٣))
(لِتَسْكُنُوا فِيهِ) ؛ أي : في اللّيل. (وَلِتَبْتَغُوا) أي بالنهار بأنواع المكاسب. (وَلَعَلَّكُمْ
__________________
(١) فاطر (٣٥) / ٣٤.
(٢) الزمر (٣٩) / ٧٤.
(٣) الزمر (٣٩) / ٧٥.
(٤) الكشّاف ٣ / ٤٢٨.
(٥) تفسير البيضاويّ ٢ / ١٩٨ ـ ١٩٩ ، ومجمع البيان ٧ / ٤١١.