تَشْكُرُونَ) : ولكي تعرفوا نعمة الله في ذلك فتشكروه عليها. (١)
[٧٤] (وَيَوْمَ يُنادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ)
(أَيْنَ شُرَكائِيَ). تقريع بعد تقريع للإشعار بأنّه لا شيء أجلب لغضب الله من الإشراك. أو الأوّل لتقرير فساد رأيهم والثاني لبيان أنّه لم يكن عن سند وإنّما كان محض تشهّ وهوى. (٢)
[٧٥] (وَنَزَعْنا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً فَقُلْنا هاتُوا بُرْهانَكُمْ فَعَلِمُوا أَنَّ الْحَقَّ لِلَّهِ وَضَلَّ عَنْهُمْ ما كانُوا يَفْتَرُونَ)
(وَنَزَعْنا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ) ؛ أي : أخرجنا من كلّ أمّة من الأمم رسولها الذي يشهد عليهم بالتبليغ وبما كان منهم. وقيل : هم عدول الآخرة ـ ولا يخلو كلّ زمان منهم ـ يشهدون على الناس بما عملوا. (فَقُلْنا). أي للأمم. (هاتُوا بُرْهانَكُمْ) على صحّة ما كنتم تدينون به. (فَعَلِمُوا أَنَّ الْحَقَّ لِلَّهِ) ؛ أي : بهتوا وتحيّروا لمّا لم يكن لهم حجّة يقيمونها وعلموا أنّ الحقّ ما أنزل الله. لأنّ المشهود عليه إذا لم يأت بمخلص من بيّنة الخصم ، توجّهت القضيّة عليه ولزمه الحكم. (وَضَلَّ عَنْهُمْ) ؛ أي : غاب عنهم غيبة الضائع (ما كانُوا يَفْتَرُونَ) من الباطل. (٣)
[٧٦] (إِنَّ قارُونَ كانَ مِنْ قَوْمِ مُوسى فَبَغى عَلَيْهِمْ وَآتَيْناهُ مِنَ الْكُنُوزِ ما إِنَّ مَفاتِحَهُ لَتَنُوأُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قالَ لَهُ قَوْمُهُ لا تَفْرَحْ إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ)
(مِنْ قَوْمِ مُوسى) ؛ أي : من بني إسرائيل ثمّ من سبط موسى. وهو ابن خالته. وروي ذلك عن أبي عبد الله عليهالسلام. وقيل : كان ابن عمّ موسى أو عمّ موسى. (فَبَغى عَلَيْهِمْ) ؛ أي : استطال عليهم بكثرة كنوزه. ولم يكن أقرأمنه للتوراة ولكنّ عدوّ الله نافق كما نافق
__________________
(١) تفسير البيضاويّ ٢ / ١٩٩.
(٢) تفسير البيضاويّ ٢ / ١٩٩.
(٣) مجمع البيان ٧ / ٤١٢ ، وتفسير البيضاويّ ٢ / ١٩٩.