فيهلك. (١)
[٦٨] (وَرَبُّكَ يَخْلُقُ ما يَشاءُ وَيَخْتارُ ما كانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحانَ اللهِ وَتَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ (٦٨))
وقوله : (ما كانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ) قال : يختار الله الإمام. ما كان لهم أن يختاروه. (٢)
الخيرة من التخيّر [كالطيرة بمعنى التطيّر] تستعمل بمعنى المصدر وهو التخيّر وبمعنى المتخيّر ، كقولهم : محمّد خيرة الله من خلقه. (ما كانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ). بيان لقوله : (يَخْتارُ) لأنّ معناه : يختار ما يشاء. ولهذا لم يدخل العاطف. والمعنى أنّ الخيرة له في أفعاله وهو أعلم بوجوه الحكمة فيه ليس لأحد من خلقه أن يختار عليه. قيل : السبب فيه قول المشركين : لو لا أنزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم (٣) فاختاروا الوليد بن المغيرة من مكّة وعروة بن مسعود الثقفيّ من الطائف. يعني لا يبعث الله الرسل باختيار المرسل إليهم. وقيل : معناه : يختار الذي لهم فيه الخيرة. أي : يختار للعباد ما هو خير لهم وأصلح وهو أعلم بمصالحهم من أنفسهم. والأصل : ما كان لهم الخيرة فيه ، فحذف فيه الراجع من الصلة إلى الموصول. (سُبْحانَ اللهِ) ؛ أي : الله بريء من إشراكهم وما يحملهم عليه الجرأة على الله واختيارهم عليه ما لا يختار. (٤)
[٦٩] (وَرَبُّكَ يَعْلَمُ ما تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَما يُعْلِنُونَ (٦٩))
(ما تُكِنُّ صُدُورُهُمْ) من عداوة الرسول صلىاللهعليهوآله وحسده. (وَما يُعْلِنُونَ) من مطاعنهم فيه وقولهم : هلّا اختير عليه غيره في النبوّة؟ (٥)
[٧٠] (وَهُوَ اللهُ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولى وَالْآخِرَةِ وَلَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ
__________________
(١) الكشّاف ٣ / ٤٢٧ ، ومجمع البيان ٧ / ٤١٠.
(٢) تفسير القمّيّ ٢ / ١٤٣.
(٣) الزخرف (٤٣) / ٣١.
(٤) الكشّاف ٣ / ٤٢٧ ـ ٤٢٨.
(٥) الكشّاف ٣ / ٤٢٨.