(أَفَمَنْ وَعَدْناهُ). قيل : إنّها نزلت في حمزة بن عبد المطّلب وأمير المؤمنين عليهالسلام وفي أبي جهل. (وَعْداً حَسَناً) من ثواب الجنّة ونعيمها جزاء على طاعته. (فَهُوَ لاقِيهِ) ؛ أي : مدركه لا محالة. (كمن متعناه في الدنيا) من الأموال وغيرها. (ثُمَّ هُوَ يَوْمَ الْقِيامَةِ مِنَ الْمُحْضَرِينَ) للجزاء والعقاب أو في النار. يعني لا يكون حالهما سواء ، لأنّ نعم الدنيا ليست كنعم الآخرة. (١)
(أَفَمَنْ وَعَدْناهُ). عن أبي عبد الله عليهالسلام في قوله تعالى : (أَفَمَنْ وَعَدْناهُ وَعْداً حَسَناً) قال : الموعود أمير المؤمنين عليهالسلام. وعده الله أن ينتقم له من أعدائه في الدنيا ووعده الجنّة [له و] لأوليائه في الآخرة. (٢)
[٦٢] (وَيَوْمَ يُنادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ (٦٢))
(وَيَوْمَ يُنادِيهِمْ) ؛ أي : واذكر يوم ينادي الله الكفّار وهو يوم القيامة. وهذا تقريع وتبكيت. (تَزْعُمُونَ) ـ أي في الدنيا ـ أنّهم شركائي في الإلهيّة وتدّعون أنّهم ينفعونكم. (٣)
[٦٣] (قالَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ رَبَّنا هؤُلاءِ الَّذِينَ أَغْوَيْنا أَغْوَيْناهُمْ كَما غَوَيْنا تَبَرَّأْنا إِلَيْكَ ما كانُوا إِيَّانا يَعْبُدُونَ (٦٣))
(الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ) ؛ أي : الشياطين أو أئمّة الكفر. ومعنى (حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ) : وجب عليهم مقتضاه وثبت. وهو قوله : (لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ). (٤)(هؤُلاءِ) مبتدأ و (الَّذِينَ أَغْوَيْنا) صفته. والراجع إلى الموصول محذوف. و (أَغْوَيْناهُمْ) الخبر. والكاف صفة مصدر محذوف تقديره : أغويناهم فغووا غيّا مثل ما غوينا. يعنون : انّا لم نغو إلّا باختيارنا ، لا أنّ فوقنا مغوين أغوونا بقسر منهم وإلجاء أو دعونا إلى الغيّ وسوّلوه. فهؤلاء كذلك غووا باختيارهم. لأنّ إغواءنا لهم لم يكن إلّا وسوسة لا قسرا وإلجاء. فلا فرق
__________________
(١) مجمع البيان ٧ / ٤٠٨.
(٢) تأويل الآيات ١ / ٤٢٢.
(٣) مجمع البيان ٧ / ٤٠٨.
(٤) هود (١١) / ١١٩.