قائمة الکتاب
إعدادات
عقود المرجان في تفسير القرآن [ ج ٣ ]
عقود المرجان في تفسير القرآن [ ج ٣ ]
تحمیل
(الْحَقُّ) ؛ أي : محمّد صلىاللهعليهوآله والقرآن. (قالُوا لَوْ لا أُوتِيَ) ؛ أي : [هلّا] أعطي محمّد مثل ما أعطي موسى من فلق البحر واليد البيضاء والعصا والكتاب جملة واحدة. وإنّما قاله اليهود أو قريش بتعليم اليهود ، فاحتجّ الله عليهم بقوله : (أَوَلَمْ يَكْفُرُوا بِما أُوتِيَ مُوسى مِنْ قَبْلُ) ؛ أي : وقد كفروا بآيات موسى كما كفروا بآيات محمّد. و (قالُوا سِحْرانِ). يعني التوراة والقرآن. وذلك حين بعثوا الرهط منهم إلى رؤوس اليهود بالمدينة فسألوهم عن محمّد فأخبروهم بنعته وصفته في كتابهم التوراة ، فرجعوا إلى قريش وأخبروهم بقول اليهود ، فقالوا عند ذلك : (سِحْرانِ تَظاهَرا). (١)
(سِحْرانِ). قرأالكوفيّون : «سحران» بغير ألف ، والباقون : «ساحران» (٢)
(فَلَمَّا جاءَهُمُ) بإرسال الرسول ، (قالُوا لَوْ لا أُوتِيَ) ؛ أي : جاؤوا بالاقتراحات المبنيّة على التعنّت والعناد. كما قالوا : (لَوْ لا أُنْزِلَ عَلَيْهِ كَنْزٌ أَوْ جاءَ مَعَهُ مَلَكٌ). (٣)(أَوَلَمْ يَكْفُرُوا) يعني أبناء جنسهم ومن مذهبهم مذهبهم وعنادهم عنادهم ، وهم الكفرة في زمن موسى (بِما أُوتِيَ مُوسى)؟ وقيل : كان للعرب أصل في أيّام موسى. فمعناه على هذا : أو لم يكفر آباؤهم. قالوا ساحران أي : قالوا في موسى وهارون : ساحران. (تَظاهَرا) ؛ أي : تعاونا. و (سِحْرانِ) بمعنى ذو اسحر ، أو على المبالغة. (بِكُلٍّ) ؛ أي : بكلّ واحد. فإن قلت : بم علّقت قوله : (مِنْ قَبْلُ) في هذا التفسير؟ قلت : بأولم يكفروا. ولي أن أعلّقه بأوتي فينقلب المعنى إلى أنّ أهل مكّة الذين قالوا هذه المقالة ، كما كفروا بمحمّد عليهالسلام أو بالقرآن ، فقد كفروا بموسى وبالتوراة وقالوا في موسى ومحمّد : ساحران تظاهرا ، أو في التوراة والقرآن : سحران تظاهرا. وذلك حين بعثوا الرهط إلى اليهود بالمدينة يسألونهم عن صفة النبيّ صلىاللهعليهوآله فحكوا لهم نعته. (٤)
[٤٩] (قُلْ فَأْتُوا بِكِتابٍ مِنْ عِنْدِ اللهِ هُوَ أَهْدى مِنْهُما أَتَّبِعْهُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (٤٩))
(قُلْ فَأْتُوا) ؛ أي : قل ـ يا محمّد ـ لكفّار قومك : فأتوا بكتاب هو أهدى من التوراة و
__________________
(١) مجمع البيان ٧ / ٤٠١ ـ ٤٠٢.
(٢) مجمع البيان ٧ / ٣٩٩ ، وتفسير البيضاويّ ٢ / ١٩٥.
(٣) هود (١١) / ١٢.
(٤) الكشّاف ٣ / ٤١٩ ـ ٤٢٠.