نبيّا عربيّا وجاعل وصيّه عليّا. قال ابن عبّاس : وحدّث الله نبيّه صلىاللهعليهوآله بما هو كائن. وحدّثه باختلاف هذه الأمّة من بعده. فمن زعم أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله مات بغير وصيّ ، فقد كذب على الله عزوجل. (١)
[٤٥] (وَلكِنَّا أَنْشَأْنا قُرُوناً فَتَطاوَلَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ وَما كُنْتَ ثاوِياً فِي أَهْلِ مَدْيَنَ تَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِنا وَلكِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ (٤٥))
(وَلكِنَّا أَنْشَأْنا). معنى هذا الاستدراك وكيفيّة اتّصاله بما قبله : إنّا أنشأنا بعد عهد الوحي إلى عهدك قرونا كثيرة فتطاول على آخرهم ـ وهو القرن الذي أنت فيهم ـ العمر ؛ أي : مدّ انقطاع الوحي واندرست العلوم ، فوجب إرسالك إليهم فأرسلناك وعلّمناك قصص الأنبياء وقصّة موسى وما جرى عليه ، ولكنّا أوحيناه إليك. فذكر سبب الوحي الذي هو إطالة الفترة ودلّ به على المسبّب على عادة الله في اختصاراته. فإذا هذا الاستدراك شبيه الاستدراكين بعده. (ثاوِياً) ؛ أي : مقيما. (أَهْلِ مَدْيَنَ) : شعيب والمؤمنون. «تتلوا عليهم» : تقرأ عليهم (آياتِنا) تعلّما منهم. يريد الآيات التي فيها قصّة شعيب وقومه. (وَلكِنَّا) أرسلناك وعلّمناكها. (٢)
[٤٦] (وَما كُنْتَ بِجانِبِ الطُّورِ إِذْ نادَيْنا وَلكِنْ رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ لِتُنْذِرَ قَوْماً ما أَتاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (٤٦))
(وَما كُنْتَ بِجانِبِ الطُّورِ) ـ اه. عن أبي عبد الله عليهالسلام في قوله : (وَما كُنْتَ بِجانِبِ الطُّورِ) قال : كتاب الله كتبه الله في ورقة [آس] قبل أن يخلق آدم بألفي عام ، فيها مكتوب : يا شيعة آل محمّد عليهمالسلام أعطيتكم قبل أن تسألوني ، وغفرت لكم قبل أن تستغفروني. من أتى منكم بولاية محمّد وآل محمّد صلوات الله عليهم ، أسكنته جنّتي برحمتي. وفي تفسير العسكريّ عليهالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : لمّا بعث الله موسى بن عمران واصطفاه بالمعجزات والكرامات ـ و
__________________
(١) تأويل الآيات ١ / ٤١٦.
(٢) الكشّاف ٣ / ٤١٧ ـ ٤١٨.