(لَعْنَةً) ؛ أي : طردا عن الرحمة. أو : لعن اللّاعنين يلعنهم الملائكة واللّاعنون. (مِنَ الْمَقْبُوحِينَ) ؛ أي : المطرودين. (١)
(الْمَقْبُوحِينَ) ؛ أي : المشوّهين في الخلقة بسواد الوجوه وزرقة الأعين. (٢)
[٤٣] (وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ مِنْ بَعْدِ ما أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ الْأُولى بَصائِرَ لِلنَّاسِ وَهُدىً وَرَحْمَةً لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (٤٣))
(الْكِتابَ) ؛ يعني : التوراة. (الْقُرُونَ الْأُولى) من الكفّار مثل قوم نوح وعاد وثمود ، أو قوم فرعون ، لأنّه سبحانه أعطاه التوراة بعد إهلاكهم بمدّة. (بَصائِرَ) ؛ أي : حججا وبراهين ـ منصوب على الحال ، أو بدل من الكتاب ـ يبصرون بها أمر دينهم. (وَهُدىً) ؛ أي : دلالة لمن اتّبعه (وَرَحْمَةً) لمن آمن به. (لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ) : ليكونوا على حال يرجى منهم التذكّر. وعنه صلىاللهعليهوآله : ما أهلك الله قوما بعذاب من السماء منذ أنزل التوراة غير أهل القرية التي مسخوا قردة. ثمّ قرأهذه الآية. (٣)
[٤٤] (وَما كُنْتَ بِجانِبِ الْغَرْبِيِّ إِذْ قَضَيْنا إِلى مُوسَى الْأَمْرَ وَما كُنْتَ مِنَ الشَّاهِدِينَ (٤٤))
(بِجانِبِ الْغَرْبِيِّ) من الجبل الذي كلّم الله فيه موسى. (إِذْ قَضَيْنا) ؛ أي : عهدنا إليه وأحكمنا الأمر معه بالرسالة إلى فرعون وقومه. (مِنَ الشَّاهِدِينَ) : الحاضرين حتّى تخبر قومك عن مشاهدة وعيان. (٤)
عن ابن عبّاس في قول الله عزوجل : (وَما كُنْتَ بِجانِبِ الْغَرْبِيِّ إِذْ قَضَيْنا إِلى مُوسَى الْأَمْرَ) قال : بالخلافة ليوشع بن نون من بعده. ثمّ قال لنبيّه : لن أدع نبيّا من غير وصيّ. وأنا باعث
__________________
(١) تفسير البيضاويّ ٢ / ١٩٤.
(٢) مجمع البيان ٧ / ٣٩٨.
(٣) مجمع البيان ٧ / ٤٠٠ ، وتفسير البيضاويّ ٢ / ١٩٤.
(٤) مجمع البيان ٧ / ٤٠٠.