(بِغَيْرِ الْحَقِّ) ؛ أي : بغير استحقاق. لأنّ الاستكبار بالحقّ إنّما هو لله. كما قال : والكبرياء ردائي. والعظمة إزاري. فمن نازعني واحدا منهما ، ألقيته في النار. (١)
(لا يُرْجَعُونَ). نافع وحمزة والكسائيّ : (لا يُرْجَعُونَ) بفتح الياء وكسر الجيم ، والباقون بضمّ الياء وفتح الجيم. (٢)
[٤٠] (فَأَخَذْناهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْناهُمْ فِي الْيَمِّ فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الظَّالِمِينَ (٤٠))
(فَنَبَذْناهُمْ فِي الْيَمِّ). وهو نيل مصر أو بحر من ورائه يقال له أساف. (٣)
وفيه تعظيم لشأن الآخذ واستحقار للمأخوذين كأنّه أخذهم مع كثرتهم فطرحهم في اليمّ كحصيات أخذهنّ آخذ فطرحهنّ في البحر. ونظير : (وَما قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ) ـ الآية. (٤) وما هي إلّا تصويرات وتمثيلات لاقتداره. (٥)
[٤١] (وَجَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيامَةِ لا يُنْصَرُونَ (٤١))
معناه : ودعوناهم أئمّة دعاة إلى النار وقلنا إنّهم أئمّة دعاة إلى النار كما يدعى خلفاء الحقّ أئمّة دعاة إلى الجنّة. وهو من قولك : جعله بخيلا وفاسقا ، إذا دعاه. ومنه : (وَجَعَلُوا الْمَلائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبادُ الرَّحْمنِ إِناثاً). (٦) ومعنى دعوتهم إلى النار دعوتهم إلى موجباتها من الكفر والمعاصي. (لا يُنْصَرُونَ) : لا يدفع العذاب عنهم. ويجوز : خذلناهم حتّى كانوا أئمّة الكفر. ومعنى الخذلان منع الألطاف. وإنّما يمنعها من علم أنّها لا تنفع فيه وهو المصمّم على الكفر حتّى كانوا أئمّة فيه ودعاة إليه. (٧)
[٤٢] (وَأَتْبَعْناهُمْ فِي هذِهِ الدُّنْيا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيامَةِ هُمْ مِنَ الْمَقْبُوحِينَ (٤٢))
__________________
(١) الكشّاف ٣ / ٤١٤.
(٢) تفسير البيضاويّ ٢ / ١٩٣ ، ومجمع البيان ٧ / ٣٩٦.
(٣) مجمع البيان ٧ / ٣٩٨.
(٤) الزمر (٣٩) / ٦٧.
(٥) تفسير البيضاويّ ٢ / ١٩٣ ، والكشّاف ٣ / ٤١٥.
(٦) الزخرف (٤٣) / ١٩.
(٧) الكشّاف ٣ / ٤١٦ ، وتفسير البيضاويّ ٢ / ١٩٤.