على يديهم. أو : خاطئين بأنّهم قتلوا ألوفا لأجله ثمّ أخذوه يربّونه ليفعل بهم ما كانوا يحذرون. وكانت القصّة في ذلك أنّ النيل جاء بالتابوت إلى موضع فيه فرعون وامرأته على شطّ النيل ، فلمّا رأته امرأته ، ألقى الله حبّه في قلبها. وكانت من بنات الأنبياء من بني إسرائيل. فلمّا نظر فرعون إلى موسى ، غاظه ذلك وقال : كيف أخطأ الذبح هذا الغلام؟ فقال آسية : هذا أكبر من [ابن] سنة وأنت أمرت بذبح ولدان هذه السنة. (١)
(حَزَناً). قرأأهل الكوفة غير عاصم : «وحزنا» بضمّ الحاء وسكون الزاء. وهو لغة في الفتح. (٢)
واللّام في (لِيَكُونَ) لام التعليل المجازيّ. لأنّه لم يكن داعيهم إلى الالتقاط أن يكون لهم عدوّا ولكنّ المحبّة ؛ لكن لمّا كانت العداوة ثمرة التقاطهم ، شبّه بالداعي. فاللّام مستعارة لما يشبه التعليل. (٣)
[٩] (وَقالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ قُرَّتُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ لا تَقْتُلُوهُ عَسى أَنْ يَنْفَعَنا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَداً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ (٩))
(قُرَّتُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ) لأنّه لم يكن لهما ولد. قال فرعون : قرّة عين لك. فأمّا لي فلا. قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : لو أقرّ فرعون بكونه قرّة عين له ، لهداه الله به كما هداها ولكنّه أبى لما كتب عليه من الشقاء. (لا يَشْعُرُونَ) أنّ هلاكهم على يديه أو أنّه الذي يطلبونه. (٤)
(قُرَّتُ عَيْنٍ). خبر مبتدأ محذوف أي هذا. (٥)
(لا تَقْتُلُوهُ). بلفظ الجمع للتعظيم. (أَنْ يَنْفَعَنا). فإنّ فيه مخائل اليمن ودلائل النفع. وذلك لما رأت من نور بين عينيه وارتضاعه إبهامه لبنا وبرء البرصاء بريقه وقد عجز الأطبّاء
__________________
(١) مجمع البيان ٧ / ٣٧٨ ، وتفسير البيضاويّ ٢ / ١٨٧.
(٢) مجمع البيان ٧ / ٣٧٧.
(٣) الكشّاف ٣ / ٣٩٤.
(٤) مجمع البيان ٧ / ٣٧٨.
(٥) الكشّاف ٣ / ٣٩٤.