[٧] (وَأَوْحَيْنا إِلى أُمِّ مُوسى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلا تَخافِي وَلا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ (٧))
(وَأَوْحَيْنا) ؛ أي : ألهمنا أمّ موسى. وقيل : أتاها جبرئيل بذلك. وقيل : كان رؤيا في المنام عبّره بعض علماء بني إسرائيل. (أَنْ أَرْضِعِيهِ) ما لم تخافي عليه الطلب. فإذا خفت عليه القتل فألقيه في النيل. (وَلا تَخافِي) عليه الضيعة. (وَلا تَحْزَنِي) من فراقه. (إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ) سالما. وذلك أنّها لمّا حملت بموسى ، كتمت أمرها وذلك شيء ستره الله. فلمّا كانت السنة التي يولد فيها موسى ، بعث فرعون القوابل وأمرهنّ بالمبالغة في التفحّص وحملت أمّ موسى فلم يعرف لها حمل فكانت القوابل لا يتعرّضن لها فولدت موسى لم يطّلع عليها إلّا أخت موسى مريم. فكتمته أمّه ثلاثة أشهر. فلمّا خافت عليه ، عملت له تابوتا ثمّ ألقته في البحر ليلا. (١)
(لا تَخافِي وَلا تَحْزَنِي). الخوف غمّ يلحق الإنسان لمتوقّع. والحزن غمّ يلحقه لواقع وهو فراقه. فنهيت عنهما جميعا وأومنت بالوحي إليها. وروي أنّه ذبح في طلب موسى تسعون ألف وليد. وروي أنّها حين ضربها الطلق ، كانت بعض القوابل الموكّلة بها مصافية لها. فلمّا وقع على الأرض ، هالها نور بين عينيه ودخل حبّه قلبها ، ثمّ قالت : لا أخبر فرعون فاحفظيه. فلمّا خرجت ، جاء عيون فرعون ، فوضعته في تنّور مسجور لما طاش من عقلها. فلمّا خرجوا ، سمعت بكاءه فوجدت النار عليه بردا وسلاما. فلمّا ألحّ فرعون في طلب الولدان ، ألقته في اليمّ. (٢)
[٨] (فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَناً إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهامانَ وَجُنُودَهُما كانُوا خاطِئِينَ (٨))
(فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ) ؛ أي : أخذوه من غير طلب. (لِيَكُونَ لَهُمْ) في عاقبة أمره (عَدُوًّا وَحَزَناً) ، لا أنّهم أخذوه لهذا. (خاطِئِينَ) ؛ أي : عاصين في أعمالهم فعاقبهم الله بأن ربّى عدوّهم
__________________
(١) مجمع البيان ٧ / ٣٧٧.
(٢) الكشّاف ٣ / ٣٩٣.