عنه. (لا يَشْعُرُونَ) [أنّهم على الخطأ] في طمع النفع منه والتبنّي له. (١)
[١٠] (وَأَصْبَحَ فُؤادُ أُمِّ مُوسى فارِغاً إِنْ كادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْ لا أَنْ رَبَطْنا عَلى قَلْبِها لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (١٠))
(فارِغاً) ؛ أي : خالصا من كلّ شيء إلّا من ذكر موسى. أو : صار فارغا من الحزن لعلمها بأنّ ابنها ناج ، سكونا إلى [ما] وعدها الله ، أو لسماعها أنّ فرعون عطف عليه وتبنّاه. (إِنْ كادَتْ) : إنّها كادت تبدي بذكر موسى فتقول يا ابناه ، من شدّة الغمّ. أو : كادت تصيح على ابنها مشفقة عليه من الغرق. أو همّت أن تقول إنّها أمّه لمّا رأته عند الإرضاع لشدّة سرورها. (رَبَطْنا عَلى قَلْبِها) بالصبر والثبات. وجواب لو لا محذوف. أي : لأظهرته. (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) ؛ أي : المصدّقين بوحينا وقولنا : (إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ). (٢)
(فارِغاً) ؛ أي : صفرا من العقل. لأنّها حين سمعت بوقوعه في يد فرعون ، طار عقلها. (٣)
[١١] (وَقالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ فَبَصُرَتْ بِهِ عَنْ جُنُبٍ وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ (١١))
(وَقالَتْ). أي أمّ موسى. (لِأُخْتِهِ) ؛ أي : كلثمة. (قُصِّيهِ) ؛ أي : اتّبعي أثره وتعرّفي خبره. (عَنْ جُنُبٍ) ؛ أي : بعد ، أو جانب تنظر إليه كأنّها لا تريده. أي : من مكان جنب. (لا يَشْعُرُونَ) أنّها تقصّ خبره أو أنّها أخته. (٤)
[١٢] (وَحَرَّمْنا عَلَيْهِ الْمَراضِعَ مِنْ قَبْلُ فَقالَتْ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ ناصِحُونَ (١٢))
(وَحَرَّمْنا) ؛ أي : منعناه أن يرتضع من المرضعات. (مِنْ قَبْلُ) مجيء أخته ، أو من قبل ردّه على أمّه. (يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ) ؛ أي : يضمنون لكم القيام بأمره. (لَهُ ناصِحُونَ) ؛ أي : مشفقون.
__________________
(١) تفسير البيضاويّ ٢ / ١٨٧.
(٢) مجمع البيان ٧ / ٣٧٨ ـ ٣٧٩ ، وتفسير البيضاويّ ٢ / ١٨٧ ـ ١٨٨.
(٣) الكشّاف ٣ / ٣٩٥.
(٤) مجمع البيان ٧ / ٣٨٠ ، وتفسير البيضاويّ ٢ / ١٨٨.