أنّه عنى آل محمّد عليهمالسلام. (١)
وامّا قوله : (وَنُرِيدُ) فهو جملة معطوفة على قوله : (إِنَّ فِرْعَوْنَ) لأنّها نظير تلك في وقوعها تفسيرا لنبأ موسى وفرعون. (٢)
[٦] (وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهامانَ وَجُنُودَهُما مِنْهُمْ ما كانُوا يَحْذَرُونَ (٦))
قال عليّ بن إبراهيم : (وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهامانَ وَجُنُودَهُما). يعني الذين غصبوا آل محمّد عليهمالسلام حقوقهم. وهو مثل قوله عليهالسلام في خطبة يوم بويع له : ألا وقد أهلك الله فرعون وهامان وخسف بقارون. (٣)
أقول : المراد بفرعون وهامان الأوّلان الأعرابيّان ، وبقارون فعلان ، لأنّه كان شبيها له في جمع الأموال وكنزها وإنفاقها على غير أهلها من أقاربه وبني أميّة وهو السبب في قتله. ربما سأل الناس عن اسم أمّ موسى. وهذه عبارة التوراة معرّبة : فتزوّج عمران يوخابد ابنة عمّه فولدت له موسى وهارون.
(وَنُمَكِّنَ لَهُمْ) ؛ أي : لبني إسرائيل. (فِي الْأَرْضِ). يعني مصر. وقد صحّت الرواية عن أمير المؤمنين عليهالسلام أنّه قال : والذي فلق الحبّة وبرأ النسمة ، لتعطفنّ الدنيا علينا بعد شماسها عطف الضروس على ولدها. وتلا عقيب ذلك : (وَنُرِيدُ) ـ الآية. ونظر أبو جعفر عليهالسلام إلى أبي عبد الله عليهالسلام فقال : هذا من الذين قال الله : (وَنُرِيدُ) ـ اه. وقال عليّ بن الحسين عليهماالسلام : والذي بعث محمّدا بالحقّ بشيرا ونذيرا ، إنّ الأبرار منّا أهل البيت وشيعتهم بمنزلة موسى وشيعته ، وإنّ عدوّنا وأشياعهم بمنزلة فرعون وأشياعه. (مِنْهُمْ) ؛ أي : من بني إسرائيل. (يَحْذَرُونَ). أي من ذهاب الملك على يدي رجل منهم. (وَنُرِيَ). أهل الكوفة غير عاصم : «ويرى» بالياء مفتوحة وفتح الراء وإمالة فتحتها ورفع الأسماء الثلاثة بعدها. (٤)
__________________
(١) تأويل الآيات ١ / ٤١٤ ـ ٤١٥.
(٢) الكشّاف ٣ / ٣٩٢.
(٣) تفسير القمّيّ ٢ / ١٣٣ ـ ١٣٤.
(٤) مجمع البيان ٧ / ٣٧٥ و ٣٧٤.