[٢٥] (أَلاَّ يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ ما تُخْفُونَ وَما تُعْلِنُونَ (٢٥))
(أَلَّا يَسْجُدُوا) ؛ أي : فصدّهم لئلّا يسجدوا. أو : زيّن لهم ألّا يسجدوا ، على أنّه بدل من أعمالهم. وعلى قراءة : (أَلَّا) بالتخفيف ، يكون للتنبيه ويا للنداء والمنادى محذوف. أي : ألا يا قوم اسجدوا. فيكون استئنافا من الله أو من سليمان والوقف على (لا يَهْتَدُونَ). (١)
(يُخْرِجُ الْخَبْءَ). هو المخبوء وهو ما أحاط به غيره حتّى منع من إدراكه. وهو مصدر وصف به. وما يخرجه الله من العدم إلى الوجود يكون بهذه المنزلة. وقيل : الخبء : الغيب. يعني : يعلم غيب السموات والأرض. وقيل : خبء السماء المطر. وخبء الأرض النبات والأشجار. (أَلَّا يَسْجُدُوا). قرأأبو جعفر والكسائيّ : «ألا يسجدوا» خفيفة اللّام. وقرأ الكسائيّ وحفص عن عاصم : «ما تخفون وما تعلنون» بالتاء ، والباقون بالياء. (٢)
[٢٦] (اللهُ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (٢٦))
[٢٧] (قالَ سَنَنْظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْكاذِبِينَ (٢٧))
(قالَ سَنَنْظُرُ) ؛ أي : سنعرف. من النظر بمعنى التأمّل. (٣)
[٢٨ ـ ٢٩] (اذْهَبْ بِكِتابِي هذا فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ فَانْظُرْ ما ذا يَرْجِعُونَ (٢٨) قالَتْ يا أَيُّهَا الْمَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتابٌ كَرِيمٌ (٢٩))
(اذْهَبْ بِكِتابِي). وذلك أنّ سليمان عليهالسلام كتب كتابا وختمه بخاتمه ثمّ دفعه إليه. (فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ) ؛ يعني : إلى أهل سبأ. (ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ) ؛ أي : استتر منهم قريبا منهم بعد إلقاء الكتاب. فمضى بالكتاب وألقاه إليهم. فلمّا رأته بلقيس (قالَتْ) لقومها : (يا أَيُّهَا الْمَلَأُ) ؛ أي : الأشراف.
__________________
(١) تفسير البيضاويّ ٢ / ١٧٤.
(٢) مجمع البيان ٧ / ٣٤١ ـ ٣٤٢ ، و ٣٣٧.
(٣) تفسير البيضاويّ ٢ / ١٧٥.