سعة ملكها. أي : من كلّ شيء يحتاج إليه الملوك من زينة الدنيا. وهي بلقيس بنت شراحيل ملكة سبأ وولدها أربعون ملكا آخرهم أبوها. (عَرْشٌ عَظِيمٌ) ؛ أي : سرير أعظم من سريرك. وكان مرصّعا بالجواهر. وكان ثلاثين ذراعا وارتفاعه في الهواء كذلك. وقيل : المراد بالعرش الملك. روي أنّه عليهالسلام لمّا أتمّ بناء بيت المقدس ، تجهّز للحجّ فوافى الحرم فأقام به ما شاء. ثمّ توجّه إلى اليمن فخرج من مكّة صباحا فوافى صنعاء ظهيرة فأعجبته نزاهة أرضها ، فنزل بها ، ثمّ لم يجد الماء. وكان الهدهد رائده لأنّه يحسن طلب الماء. فتفقّده لذلك فلم يجده ؛ إذ حلق حين نزل سليمان فرأى هدهدا واقعا فانحطّ إليه فتواصفا فطار معه لينظر ما وصف له ، ثمّ رجع بعد العصر وحكى ما حكى من عجائب قدرة الله وما خصّ به خاصّة عباده. (١)
(عَرْشٌ عَظِيمٌ). إن قلت : كيف استعظم عرشها مع ما كان يرى من ملك سليمان؟ قلت : يجوز أن يستصغر حالها إلى حال سليمان عليهالسلام فاستعظم لها ذلك العرش. ويجوز أن لا يكون لسليمان مثله وإن عظمت مملكته في كلّ شيء. وأمّا خفاء مكانها على سليمان وبينهما مسافة ثلاثة أيّام ، فلعلّه لمصلحة كما أخفى مكان يوسف على يعقوب. (٢)
[٢٤] (وَجَدْتُها وَقَوْمَها يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطانُ أَعْمالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لا يَهْتَدُونَ (٢٤))
(زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطانُ أَعْمالَهُمْ). يعني عبادة الشمس وغيرها. (فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ) الحقّ (فَهُمْ لا يَهْتَدُونَ) إليه. (٣)
(يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ). لأنّهم كانوا مجوسا يعبدون الشمس. (٤)
__________________
(١) مجمع البيان ٧ / ٣٤١ ، وتفسير البيضاويّ ٢ / ١٧٤.
(٢) الكشّاف ٣ / ٣٦٠ ـ ٣٦١.
(٣) تفسير البيضاويّ ٢ / ١٧٤.
(٤) الكشّاف ٣ / ٣٦٠.