على أنّه أخي ووزيري ووصيّي ويكون منّي بمنزلة هارون من موسى إلّا أنّه لا نبيّ بعدي؟ فسكت القوم. فقال : ليقومنّ قائمكم أو ليكوننّ في غيركم. أعاد الكلام ثلاث مرّات. فقام عليّ عليهالسلام فبايعه. فأجابه فقال : ادن منّي. فدنا منه. ففتح فاه ومجّ في فيه من ريقه وتفل بين كتفيه وثدييه. فقال أبو لهب : بئس ما حبوت به ابن عمّك أن أجابك فملأت فاه ووجهه بزاقا! فقال صلىاللهعليهوآله : ملأت فاه حكمة وعلما. (١)
(وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ). أمر بإنذار الأقرب فالأقرب من قومه. (٢)
[٢١٥] (وَاخْفِضْ جَناحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (٢١٥))
(وَاخْفِضْ جَناحَكَ) ؛ أي : تواضع لهم وحسّن أخلاقك معهم. (٣)
(لِمَنِ اتَّبَعَكَ). من إمّا للتبيين ، لأنّ (لِمَنِ اتَّبَعَكَ) أعمّ ممّن اتّبع لدين أو غيره ، أو للتبعيض ، على أنّ المراد من المؤمنين المشارفون للإيمان أو المصدّقون باللّسان. (٤)
وفي قراءة ابن مسعود ؛ وأنذر عشيرتك الأقربين ورهطك منهم المخلصين». وروي ذلك عن أبي عبد الله عليهالسلام هذا بلفظه. (٥)
[٢١٦] (فَإِنْ عَصَوْكَ فَقُلْ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ (٢١٦))
(فَإِنْ عَصَوْكَ). يعني أقاربك بعد إنذارك إيّاهم وخالفوك فيما تدعوهم إليه. (فَقُلْ إِنِّي بَرِيءٌ) من عبادتكم الأصنام. (٦)
[٢١٧] (وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ (٢١٧))
قرأأهل المدينة وابن [عامر] : «فتوكل» بالفاء ، والباقون بالواو. (عَلَى الْعَزِيزِ) المنتقم
__________________
(١) مجمع البيان ٧ / ٣٢٢ ـ ٣٢٣.
(٢) الكشّاف ٣ / ٣٢٩.
(٣) مجمع البيان ٧ / ٣٢٣.
(٤) تفسير البيضاويّ ٢ / ١٦٨.
(٥) تأويل الآيات ١ / ٣٩٥.
(٦) مجمع البيان ٧ / ٣٢٣.