المعصية. (١)
(مِنَ الْعالَمِينَ). يعني غيركم. أو : أتأتون الذكران من أولاد آدم مع كثرتهم وغلبة الإناث فيهم كأنّهنّ قد أعوزنكم؟ والمراد بالعالمين على الأوّل كلّ من ينكح وعلى الثاني الناس. (ما خَلَقَ لَكُمْ) ؛ أي : لأجل استمتاعكم. (مِنْ أَزْواجِكُمْ). لبيان ما ، إن أريد جنس الإناث ؛ أو للتبعيض ، إن أريد به العضو المباح منهنّ فيكون تعريضا بأنّهم كانوا يفعلون ذلك بنسائهم أيضا. (عادُونَ) : متجاوزون عن حدّ الشهوة حيث زادوا على سائر الناس بل الحيوانات. أو : أحقّاء بأنّ يوصفوا بالعدوان لارتكابهم هذه الجريمة. (٢)
[١٦٧] (قالُوا لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يا لُوطُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمُخْرَجِينَ (١٦٧))
(لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ). أي عمّا تدّعيه. (٣)
(لَمْ تَنْتَهِ) وترجع عمّا تقوله ولم تمتنع عن دعوتنا وتقبيح أعمالنا. (مِنَ الْمُخْرَجِينَ) عن بلدنا. (٤)
(مِنَ الْمُخْرَجِينَ) ؛ أي : من جملة من أخرجناه من بين أظهرنا وطردناه من بلدنا. ولعلّهم كانوا يخرجون من أخرجوا على أسوأ حال من تعنيف واحتباس لأملاكه وكما يكون حال الظلمة إذا أجلوا بعض من يغضبون عليه وكما كان يفعل أهل مكّة بمن يريد المهاجرة. (٥)
[١٦٨] (قالَ إِنِّي لِعَمَلِكُمْ مِنَ الْقالِينَ (١٦٨))
(مِنَ الْقالِينَ) ؛ أي : المبغضين غاية البغض لا أقف عن الإنكار عليه بالإبعاد. وهو أبلغ من أن يقول : إنّي لعملكم قال ، لدلالته على أنّه معدود في زمرتهم مشهور بأنّه من جملتهم. (٦)
__________________
(١) مجمع البيان ٧ / ٣١٤ ـ ٣١٥.
(٢) تفسير البيضاويّ ٢ / ١٦٤.
(٣) تفسير البيضاويّ ٢ / ١٦٤.
(٤) مجمع البيان ٧ / ٣١٥.
(٥) الكشّاف ٢ / ٣٣٠.
(٦) تفسير البيضاويّ ٢ / ١٦٤.