[١٥٧] (فَعَقَرُوها فَأَصْبَحُوا نادِمِينَ (١٥٧))
(فَعَقَرُوها). أسند العقر إلى كلّهم لأنّ عاقرها إنّما عقرها برضاهم. ولذلك أخذوا جميعا. (نادِمِينَ) على عقرها ، خوفا من العذاب لا ندامة وتوبة ، أو عند معاينة العذاب ، ولذلك لم ينفعهم. (١)
(فَعَقَرُوها). روي أنّ مسطعا ألجأها إلى مضيق في شعب فرماها بسهم فأصاب رجلها فسقطت ، ثمّ ضربها قدار. روي أنّ عاقرها قال : لا أعقرها حتّى ترضوا أجمعين. فكانوا يدخلون على المرأة في خدرها فيقولون : أترضين؟ فتقول : نعم. وكذلك صبيانهم. (٢)
[١٥٨] (فَأَخَذَهُمُ الْعَذابُ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (١٥٨))
(فَأَخَذَهُمُ الْعَذابُ) الموعود. (وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ). في نفي الإيمان عن أكثرهم في هذا المعرض إيماء بأنّه لو آمن أكثرهم أو شطرهم ، لما أخذوا بالعذاب. وإنّ القريش إنّما عصموا من مثله ببركة من آمن منهم. (٣)
[١٥٩ ـ ١٦٤] (وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (١٥٩) كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ الْمُرْسَلِينَ (١٦٠) إِذْ قالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ لُوطٌ أَلا تَتَّقُونَ (١٦١) إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (١٦٢) فَاتَّقُوا اللهَ وَأَطِيعُونِ (١٦٣))
(وَما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلى رَبِّ الْعالَمِينَ (١٦٤))
[١٦٥ ـ ١٦٦] (أَتَأْتُونَ الذُّكْرانَ مِنَ الْعالَمِينَ (١٦٥) وَتَذَرُونَ ما خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ أَزْواجِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ عادُونَ (١٦٦))
(أَتَأْتُونَ) ؛ أي : أتصيبون الذكران من جملة الخلائق (وَتَذَرُونَ) : تتركون ما خلق لكم من الأزواج والنساء؟ (عادُونَ) ؛ أي : ظالمون متعدّون الحلال إلى الحرام والطاعة إلى
__________________
(١) تفسير البيضاويّ ٢ / ١٦٣.
(٢) الكشاف ٣ / ٣٢٩.
(٣) تفسير البيضاويّ ٢ / ١٦٣ ـ ١٦٤.