والشقّ عن قلوبهم وإن [كان] لهم عمل سيّئ ، فالله محاسبهم ومجازيهم عليه. (١)
[١١٣] (إِنْ حِسابُهُمْ إِلاَّ عَلى رَبِّي لَوْ تَشْعُرُونَ (١١٣))
(إِنْ حِسابُهُمْ). أي الذين تزعمون أنّهم الأرذلون. (٢)
(لَوْ تَشْعُرُونَ). قصد بذلك ردّ اعتقادهم وإنكار أن يسمّى المؤمن رذلا وإن كان أفقر الناس وأوضعهم نسبا. فإنّ الغنى غنى الدين والنسب نسب الدين. (٣)
[١١٤] (وَما أَنَا بِطارِدِ الْمُؤْمِنِينَ (١١٤))
[١١٥] (إِنْ أَنَا إِلاَّ نَذِيرٌ مُبِينٌ (١١٥))
(إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ) ؛ أي : ليس عليّ إلّا إنذاركم إنذارا بيّنا بالبرهان الصحيح ثمّ أنتم أعلم بشأنكم. (٤)
(إِنْ أَنَا). كالعلّة لما قبله. أي : ما أنا إلّا رجل مبعوث لإنذار المكلّفين عن الكفر والمعاصي ، سواء كانوا أغنياء أو أذلّاء. فكيف يليق بي طرد الفقراء لاستتباع الأغنياء؟ (٥)
[١١٦] (قالُوا لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يا نُوحُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمَرْجُومِينَ (١١٦))
(لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ) ؛ أي : لم ترجع عمّا تقوله وتدعو إليه. (لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمَرْجُومِينَ) بالحجارة. (٦)
[١١٧] (قالَ رَبِّ إِنَّ قَوْمِي كَذَّبُونِ (١١٧))
(إِنَّ قَوْمِي كَذَّبُونِ). ليس هذا بإخبار بالتكذيب ، لأنّ الله يعلمه ، ولكنّه أراد : انّي
__________________
(١) الكشّاف ٣ / ٣٢٤.
(٢) مجمع البيان ٧ / ٣٠٨. قد ورد في المصدر هذه العبارة في شرح الآية الآتية.
(٣) الكشّاف ٣ / ٣٢٤ ـ ٣٢٥.
(٤) الكشّاف ٣ / ٣٢٥.
(٥) تفسير البيضاويّ ٢ / ١٦٠ ـ ١٦١.
(٦) مجمع البيان ٧ / ٣٠٨.