سوّيناكم بالله وعدلناكم به في توجيه العبادة إليكم. (١)
[٩٩] (وَما أَضَلَّنا إِلاَّ الْمُجْرِمُونَ (٩٩))
(إِلَّا الْمُجْرِمُونَ) ؛ أي : أوّلونا الذين اقتدينا بهم. وقيل : الكافرون الذين دعونا إلى الضلال. (٢)
والمراد بالمجرمين الذين أضلّوهم رؤساؤهم وكبراؤهم. كقوله : (إِنَّا أَطَعْنا سادَتَنا وَكُبَراءَنا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا)(٣). (٤)
[١٠٠ ـ ١٠٢] (فَما لَنا مِنْ شافِعِينَ (١٠٠) وَلا صَدِيقٍ حَمِيمٍ (١٠١) فَلَوْ أَنَّ لَنا كَرَّةً فَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (١٠٢))
ثمّ أظهروا الحسرة فقالوا : (فَما لَنا مِنْ شافِعِينَ) يشفعون لنا ويسألون في أمرنا. (وَلا صَدِيقٍ حَمِيمٍ) ؛ أي : ذي قرابة يهمّه أمرنا. والمعنى : ما لنا شفيع من الأباعد ولا صديق من الأقارب. وذلك حين يشفع الملائكة والنبيّون. وعن أبي عبد الله عليهالسلام : لنشفعنّ لشيعتنا ـ ثلاث مرّات ـ حتّى يقول الناس : (فَما لَنا مِنْ شافِعِينَ* وَلا صَدِيقٍ حَمِيمٍ). وعنه عليهالسلام : انّ المؤمن ليشفع يوم القيامة لأهل بيته فيشفّع فيهم حتّى يبقى خادمه فيقول ويرفع سبّابته : يا ربّ خويدمي! كان يقيني الحرّ والبرد. فيشفّع فيه. وإنّ المؤمن ليشفع لجاره وما له حسنة فيقول : يا ربّ جاري! كان يكفّ عنّي الأذى. فيشفّع فيه. وإنّ أدنى المؤمنين شفاعة ليشفّع في ثلاثين إنسانا. (٥)
وإنّما جمع الشافعين ووحّد الصديق لكثرة الشفعاء في العادة وقلّة الصديق. (٦)
وعن بعض الحكماء أنّه سئل عن الصديق قال : اسم لا معنى له. (٧)
__________________
(١) مجمع البيان ٧ / ٣٠٥.
(٢) مجمع البيان ٧ / ٣٠٥.
(٣) الأحزاب (٣٣) / ٦٧.
(٤) الكشّاف ٣ / ٣٢٢.
(٥) مجمع البيان ٧ / ٣٠٥ ـ ٣٠٦.
(٦) الكشّاف ٣ / ٣٢٢.
(٧) الكشّاف ٣ / ٣٢٣.